مفهوم الوقاية الفكرية هو أن تتوافر للإنسان أساليب وطرائق الحماية ضد الاتجاهات التي تقوض الحالة النفسية للإنسان، وتجعله مرتعاً خصباً للفكر المتطرف، وقبوله الأفكار المنحرفة، والمفاهيم المغلوطة، التي تجعله متأثراً نفسياً بما يطرح أمامه من أفكار منحرفة وكتب تقوده للتطرف. ومن أبرز الأسباب للوقاية الفكرية من التطرف ودعاته وكتبه هو ربط النشء بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتعويد الشباب والنشء على طلب العلم الشرعي، وحفظ المتون ومتابعة العلماء المعروفين بسلامة المنهج النقي غير المشبوه، وعرض كل ما تدور حوله الشبه على أهل العلم، أو ممن تثق بعلمهم، ومتابعة أشرطة العلماء الذين أفنوا سني عمرهم في العلم وطلبه. ومن الواجب على الوالدين والمعلمين غرس الانتماء لله ورسوله ثم لولاة الأمر والعلماء، وبث روح الوسطية التي تميز بها دين الإسلام، فهو دين وسط في كل شيء، يحذر أتباعه من مناهج الغلو والتطرف والتفجير والتكفير، وللمدرسة والوالدين وطلبة العلم دور كبير في ترسيخ العلم الشرعي وتبيان خطورة الفكر الخارجي القطبي ودعاته ومنظريه، وتنمية الحس الوطني، وحب الوطن، والمحافظة على أمنه واستقراره، وأن هذا الشيء واجب علينا جميعاً. ومن لغة التسامح التي يجب غرسها في نفوس النشء والطلاب مفهوم الحوار الهادف، واحترام الرأي الآخر، واستغلال الفراغ بالبرامج النافعة المفيدة التي تناسب أعمارهم، وإبعادهم عن كل ما يؤدي إلى الانحراف الفكري والأخلاقي. ومن أسباب الوقاية الفكرية والنفسية من الإرهاب والتطرف تبيان الفكر المنحرف ودعاته وكتبه وتجفيف منابعه، ويجب أن نعترف جميعاً أننا لانزال ننكر أن يكون للخطاب الديني الدعوي، أو بيئة التعليم والمناهج، أو المخيمات والمعسكرات أي ضلوع في نشر الفكر الخارجي القطبي المتطرف والتكفيري، والحمد لله أننا بدأنا في معالجة المشكلة من خلال العمل على سحب، ومنع الكتب والأشرطة، التي تؤدي للانحراف، والتي كانت في متناول اليد، وتنشر بين الشباب والنشء، وتحمل الفكر المتطرف، وتدعو إلى الغلو والتطرف والإرهاب خطورة فكر أصحابها وتكفيرهم الحكومات والشعوب. ومما سبق يجب علينا جميعاً متابعة جميع الأنشطة الدينية وقياداتها؛ حتى نأمن على أبنائنا؛ لمنع نشر مثل هذه الكتب والأشرطة المنحرفة، التي بين عورها وخطورتها العلماء، والتي أضرت بشبابنا كثيراً، ومن الوقاية الفكرية والنفسية عدم ترك الشباب يتيهون في الأرض بسبب الفتوى غير المسؤولة التي لا يعمل بها أصحابها، وما فتوى الاختلاط ونجمها النجيمي ببعيدة، وما حصل بعدها من اختلاط فاضح يقول عنه صاحبه إنه اختلاط عارض ومع القواعد من النساء.