يحاول الاتحاد الاوروبي اعادة فتح الحد الاقصى من خطوط الطيران اعتبارا من الاثنين بعد اربعة ايام من الشلل الناجم عن سحب الرماد المنبعثة من بركان ايسلندا والذي ادى الى بقاء ملايين الركاب عالقين في مطارات عبر العالم. ويعقد وزراء النقل في دول الاتحاد الاوروبي الاثنين محادثات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة لبحث الوضع الناجم عن غمامة الرماد البركاني التي عمت اوروبا وذلك بضغط من عدة شركات طيران تعتبر القيود التي فرضت في الاجواء الاوروبية بانها مفرطة. وسيحاول وزراء النقل اعادة تنظيم الامور بعد الفوضى التي سادت اثر سحابة الرماد المنبعثة من ثوران بركان ايجافجويل في ايسلندا والتي يقول الخبراء انها تهدد سلامة محركات الطائرات. وقال وزير النقل البريطاني اندرو ادونيس ان الوكالات الاوروبية والدولية تجري محادثات طارئة في محاولة لتخفيف الفوضى ، وقال "نريد ان نتمكن من استئناف الرحلات في اسرع وقت ممكن لكن السلامة تبقى الهاجس الرئيسي". وقد اغلقت حوالى 30 دولة مجالها الجوي او فرضت قيودا على استخدامه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، فيما علق حوالى 6,8 مليون راكب في انحاء العالم بحسب المجلس الدولي للمطارات. وقال رئيس الفرع الاوروبي للمجلس اوليفييه يانكوفيتش ان "اكثر من 6,8 مليون راكب تأثروا حتى الان فيما خسرت المطارات الاوروبية ما يقارب 136 مليون يورو"، واضاف ان القيود شلت الحركة في 313 مطارا ، وبدأت بعض الدول باعداد خطط لاعادة مواطنيها العالقين في الخارج. وتجري بريطانيا، التي لديها 150 الف مواطن عالقين في الخارج، محادثات مع مدريد لاقامة مكان تجمع في اسبانيا حيث اعيد فتح المجال الجوي، كما تدرس احتمال نقل بعض الاشخاص الى البلاد عبر سفن البحرية الملكية. لكن رئاسة الاتحاد الاوروبي اعطت بارقة امل الاثنين للركاب العالقين بعدما اعلنت ان نصف الرحلات المقررة الاثنين في اوروبا قد تنظم في مواعيدها ، من جهته قال وزير الدولة الاسبانية للشؤون الاوروبية دييغو لوبيز غاريدو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان نصف الرحلات المرتقبة الاثنين في اوروبا "قد تتم". وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انه امر باجراء دراسة شاملة لتقييم اثار الوضع الذي خلفه الرماد البركاني على الاقتصاد لا سيما على صناعة الطيران. لكن يوما صعبا جديدا يبدو انه يرتسم للمسافرين في عدة دول اوروبية حيث قام بعضها بارجاء الموعد المقرر لاعادة فتح المجال الجوي عدة ساعات مثل المانيا التي مددت الاغلاق حتى الساعة 18,00 تغ وبريطانيا حتى الساعة صفر من يوم الثلاثاء وايضا هولندا وبلجيكا (18,00 تغ)، بالمقابل فتحت تشيكيا مجالها الجوي بينما فتح مطاران في رومانيا وآخران موقتا في فنلندا. وطالبت ابرز رابطة لشركات الطيران الاوروبية ورابطة ادارة المطارات "باعادة تقييم فورية" للقيود المفروضة على الطيران في اوروبا ،وانتقدت ابرز شركتين المانيتين هما "لوفتهانزا" وشركة خطوط برلين بشدة السلطات لعدم اجرائها حسابات لمدى كثافة الرماد في الاجواء. ورفض وزير النقل الالماني بيتر رامساور هذه الانتقادات معتبرا ان اي قرار آخر كان ليعتبر "غير مسؤول" واجرت الشركتان في نهاية الاسبوع رحلات داخلية بدون ركاب لم تؤد الى "اي اضرار" بالنسبة للطائرات وأجرت شركة اير فرانس ايضا رحلات تهدف الى تقييم مدى خطورة سحابات الرماد على الطائرات ولم ترصد اي طائرة "اية شوائب" واعتبرت شركة "كي ال ام" الهولندية الاحد ان المجال الجوي الاوروبي "آمن" بعد سلسلة تجارب. كما اجرت بريتيش ايرويز رحلة تجريبية ستعرف نتائجها الاثنين. وتزامنت هذه المبادرات مع تخفيف القيود في عدة دول مثل في كل المطارات الاسبانية والكرواتية وفي جنوبفرنسا. وقدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) خسائر قطاع الطيران بمعدل 200 مليون دولار في اليوم بسبب شلل حركة الملاحة الجوية في اوروبا حيث تم الغاء عشرات الاف الرحلات منذ الخميس وفي هذا الوقت يبدو ان ثوران بركان ايفافجول لم يهدأ فيما حذر خبراء من انه قد يستمر لعدة اسابيع.