فتحت فرنسا وإسبانيا العديد من مطاراتها مؤقتا أمام حركة الملاحة الجوية في اليوم الرابع من أزمة الطيران في أوروبا بسبب دخان بركان أيسلندا. وبينما يقول خبراء الارصاد الجوية ان السحب البركانية التي تنتشر من ايسلندا عبر السماوات الاوروبية تظهر دلائل على التحرك، اعرب مسؤولون عن املهم استئناف نحو نصف رحلات الطيران الاوروبية اليوم الاثنين. وأعلن الوزير الاسباني المنتدب للشؤون الاوروبية دييجو لوبث جاريدو الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ان نصف الرحلات الجوية المقررة الاثنين في اوروبا "قد تتم". وأكد في مؤتمر صحفي في بروكسل. وشدد الوزير الاسباني على ضرورة التنسيق على المستوى الاوروبي. كما أعلن المفوض الاوروبي للنقل سييم كلاس انه يامل بان يتم 50% من الرحلات المقررة في اوروبا, واكد ان الوضع الحالي "لا يمكن ان يستمر" بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي, لكنه شدد على ان موضوع السلامة فوق كل اعتبار. ومن المتوقع ان تفتح النمسا مطاراتها لاستئناف رحلات الطيران بدءا من الرابعة عصر بتوقيت جرينتش الاثنين، حسبما ذكرت السلطات الملاحية الاحد. وقالت تلك السلطات انه من الممكن اغلاق المجال الجوي ثانية وذلك وفقا لحركة السحب البركانية الناتجة عن البركان. اما في هولندا فقد اعلنت السلطات الملاحية ان المجال الجوي سيظل مغلقا حتى الساعة 12 ظهرا بتوقيت جرينتش الاثنين بسبب السحب البركانية. وفي المانيا قالت هيئة السلامة الجوية ان المجال الجوي الالماني سيظل مغلقا حتى الساعة 12 ظهرا بتوقيت جرينتش الاثنين بسبب الرماد البركاني. أما الخطوط الجوية البريطانية فقد طيرت مساء الأحد من مطار هيثرو بلندن طائرة من طراز بوينج 747 وعلى متنها خمسة أشخاص بينهم رئيسها التنفيذي ويلي وولش. واستغرقت رحلة الطائرة إلى كارديف عاصمة ويلز نحو ساعة حلقت خلالها فوق أيسلندا، واترفعت إلى نحو أربعين ألف قدم. وكانت السلطات البريطانية قد أعلنت أن الحظر المفروض على الطيران في مجالها الجوي قد يستمر حتى السادسة مساء بتوقيت جرينتش يوم الاثنين. وكانت الحكومة البريطانية قد اعلنت يوم الأحد أها تبحث استخدام الاسطول الملكي واستدعاء السفن التجارية لاعادة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج بسبب اغلاق قسم كبير من المجال الجوي الاوروبي بسبب الرماد البركاني. وقال وزير التجارة البريطاني بيتر ماندلسون ان الحكومة تحقق أيضا في احتمال استخدام المطارات الاسبانية التي لا يشملها حظر الطيران كمركز للمواطنين العالقين في مناطق أبعد جنوبا أو في امريكا الشمالية. وقال ماندلسون بعد اجتماع طاريء للوزراء والمسؤولين برئاسة رئيس الوزراء جوردون براون "اننا بحاجة الى أن ننظر في كل خيار يتعلق بالامداد لاعادة مواطنينا. كما قام عدد من كبرى الشركات الجوية الاوروبية برحلات اختبارية خلال اليومين الماضيين لتقييم التأثير المحتمل لسحب الرماد المنبعثة من بركان ايسلندي على الطائرات, واعتبرت ان سلطات الطيران المدني بالغت في ردها على هذه الازمة. رحلة الخطوط الجوية البريطانية التجريبية تقلع من مطار هيثرو بلندن مراجعة عاجلة وطالبت صناعة الطيران في اوروبا بمراجعة عاجلة للحظر على الطيران المفروض بسبب السحب البركانية. وشككت الهيئات التي تمثل معظم شركات الطيران والمطارات الأوروبية في ضرورة فرض القيود غير المسبوقة والتي تؤثر على حركة الملايين من المسافرين. وقالت شركات الطيران التي نفذت رحلات طيران لاختبار تأثير الرماد على سلامة الطائرات انه لم يظهر اي تلف واضح على الطائرات بعد السفر من خلال الرماد. ويقول مهندسو الشركة الألمانية إنه لم يظهر أي ضرر أثناء القيام بتلك الرحلات التجريبية. وقال مفوض النقل بالاتحاد الاوروبي سيم كالاس انه يأمل ان 50 ٪ من المجال الجوي في أوروبا سيكون خاليا من المخاطر يوم الاثنين. وقال ان الوضع الحالي "غير قابل للاستمرار" وان السلطات الأوروبية تعمل على ايجاد حل لا يضر بالسلامة. وقال كلاس أيضا ان وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي سيعقدون مؤتمرا عبر الفيديو الاثنين لتقييم الوضع. يذكر ان نحو 20 بلدا أوروبيا قد اغلقت مجالها الجوي. ركاب عالقون بسبب حظر الطيران في مطار ميونيخ وجاء الحظر على الرحلات الجوية وسط مخاوف من ان الرماد - وهو خليط من الزجاج والرمال والجسيمات الصخرية - يمكن أن يلحق بها ضررا بالغا بمحركات الطائرات. وتقدر شركات الخطوط الجوية الخسارة اليومية بما يتراوح بين 200 الى 300 مليون جنيه استرليني في اليوم. وقالت شركة لوفتهانزا الألمانية إن منع الطيران يكلف الشركات ملايين الدولارات لكن هذا الحظر غير مبني على معايير محددة. إعادة نظر وأصدر المجلس الدولي للمطارات في أوروبا - الذي يمثل المطارات الرئيسية - ورابطة شركات الطيران الأوروبية بيانا مشتركا حثوا فيه المسؤولين على إعادة النظر في القيود. وقال البيان "إن ثوران البركان الايسلندي ليس حدثا غير مسبوق والإجراءات المطبقة في أجزاء أخرى من العالم بشأن الانفجارات البركانية لا يبدو أنها تتطلب هذا النوع من القيود التي تفرض في الوقت الحاضر في أوروبا". من جانبها، أعادت ألمانيا إغلاق مطاراتها ومن بينها مطار مدينة فرانكفورت بعد فتحها مؤقتا أمام الملاحة الجوية. وما تزال القيود سارية في مطارات بريطانيا. ما أدى إلى تكدس المسافرين و استعمالهم وسائل نقل أخرى للوصول إلى بلدانهم من جهته قال المدير التنفيذي لشركة الطيران الهولندية KLM إن المجال الجوي الأوروبي آمن باستثناء المنطقة الشمالية بين أيسلندا و روسيا. واضاف أنه سمح لثلاث طائرات شحن تجاري تنتمي للشركة الهولندية بالطيران. من جانب آخر،أمر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بتقييم النتائج الاقتصادية للشلل الذي أصاب حركة الطيران في أوروبا جراء الرماد البركاني و قال باروسو إن هذا الاضطراب الذي دخل يومه الرابع غير مسبوق مضيفا أنه لا بد من تنسيق جهود مجابهة الأزمة.