في خطابه الأسبوعي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "أن الوقت حان للسير قدما في الإصلاحات الحقيقية لوول ستريت"، وشدد أوباما في خطابه على "أنه كان يمكن تفادي هذه الأزمة لو كانت شركات وول ستريت تخضع أكثر للمساءلة, ولو كانت التعاملات المالية أكثر شفافية, ولو منح المستهلكون وأصحاب الأسهم مزيدا من المعلومات والسلطة لاتخاذ القرارات" ويضيف الرئيس الأمريكي "غير أن ذلك لم يحصل, لأن المصالح الخاصة أثارت حملة شعواء لانتهاك القواعد الأساسية والبديهية والموضوعة لتفادي الاستغلال وحماية المستهلكين"، وأكد أيضا "أن على الإدارة الأمريكية ضمان عدم حصول أزمة أخرى في المستقبل". سأكتفي بهذه المقتطفات من خطاب الرئيس الأمريكي الذي نلحظ من خطابه "فساد" النظام المالي أو بمعنى أدق "وول ستريت"، وما الإفلاسات منذ شركة أنرون حتى ليمان برذرز وقصص مادوف ومكافآت التنفيذيين بالشركات وما حدث بستي بانك وغيرها إلا قطرة من بحر الفساد المالي في النظام المالي الأمريكي رغم نجاحه, ويقدرها البعض أنها ضريبة, ولكن أي ضريبة تؤدى بدولة لمديونيات تصل إلى مستوى الناتج القومي 12 تريليون دولار؟ وأي ضريبة مع نمو بطالة تصل بحقيقتها إلى 15%، وركود واقتراب كثير من الشركات للافلاس. الرئيس الأمريكي كرر عبارات "إصلاح, شفافية, مساءلة, معلومات, مصالح خاصة" هذه العبارات من الممكن أن نسمعها في سوق ناشئة كالمملكة وغيرها ولكن هذا يحدث بإحدى أقدم بورصات العالم التي تتحدث عن "النضج" والشفافية والمعلومات والمساءلة، ولكن الواقع هذا لا يحدث, فالرئيس الأمريكي يرى أنها لا تحمل أيا من الشعارات التي رددت في سوقها المالي رغم ضخامة الشركات والبورصة الأمريكية ولكن ظلت "فاسدة" من خلال من يقود هذه الشركات, إذا هي مكونات شخصية لمن يعمل في هذه الأسواق والسيئ طغى على السيئ وحصلت الأزمة. حين أستعرض انهيار السوق السعودي وكثير من الشركات الخاسرة أو المتجمدة بلا نمو أو حراك, وأستعرض مجالس إدارات شركات لم تتغير منذ عقود من الزمن, وكثرة الغرامات المالية سواء بتسريب معلومات أو غرامات لمخالفين, وحين ندقق بأي أخبار وإعلانات تنشرها الشركات, وقرارات الهيئة "سابقا" ولعل أبرزها قرار 5% نسبة تذبذب التي كانت أول مسمار انهيار السوق 2006, وأرى اندفاع البنوك بالتمويل بقروض شخصية وغيرها وضخها بالأسواق, حين نرى ماذا كان يحدث بسوقنا منذ 2002 – 2003 وحتى اليوم 2010 هي 8 سنوات, عمر قصير جدا في عمر البورصات نجد أننا عشنا تجربة "فاشلة" بحكم المتضررين كانت هي النسبة القصوى ولكن بدون أزمة اقتصادية أو كساد وركود أو ديون دولة بل الدولة في أحسن حال, ولكن غالبية المواطنين المغلوب على أمرهم هم أول الضحايا؟ وكانت الثروة تحولت إلى "قلة" ورأينا أثرها على البعض من الأحداث السابقة والحالية, فهي تركز بفئة قليلة كانت تستأثر بكل شيء ولكم التفاصيل. إذا هو خلل تنظيمي وبنفس العبارات التي قالها أوباما من شفافية ومساءلة ومعلومات وغيرها, ولكن نحن لم تأت لنا بعد مائة عام بل تمت خلال ثماني سنوات رقم قياسي لنا يمكن تسجيله بقائمة جينس لكن لا أحد يريد حتى لا يصيبنا الحسد.