رأت رئيسة المراقبين الأوروبيين فيرونيك دي كيسير في مؤتمر صحافي في الخرطوم السبت أن الانتخابات السودانية التعددية الأولى منذ ربع قرن "لا ترقى للمعايير الدولية" لكنها تمهد من اجل إحلال الديمقراطية في البلاد. وقالت دي كيسير خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم "هذه الانتخابات لم ترق إلى مستوى المعايير الدولية، ليس بعد"، وأن الانتخابات "واجهت صعوبات في مطابقة المعايير الدولية" لانتخابات ديمقراطية. وتابعت "لم تكن مطابقة لها كلها وإنما لبعض منها. الخطوة التي أنجزت هي خطوة حاسمة من اجل مواصلة (تنفيذ) اتفاق السلام الشامل، وهذا يعني مواصلة عملية السلام، وأنها أجواء فريدة من نوعها أنها خطوة كبيرة تمهد لأجواء ديمقراطية في السودان". واعتبرت أن وجود مراقبين محليين خلال الانتخابات دليل على الرغبة في تحقيق "تحول ديمقراطي" في السودان، وأضافت أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي استمرت من الأحد إلى الخميس "كانت مرتفعة جدا، 60%، لكن مع بعض العيوب"، مشيرة إلى تسجيل "تجاوزات اكبر في الجنوب منه في الشمال". وشابت الانتخابات مشكلات إدارية ولوجستية في اليومين الأولين، وأفادت تقارير لمنظمات محلية عن عدم ثبات الحبر الذي قد يتيح للناخب الإدلاء بصوته أكثر من مرة، وذكرت تقارير من الجنوب تجاوزات تتعلق بالسماح للاطفال بالتصويت. وقاطعت بعض أحزاب المعارضة الرئيسية الانتخابات معتبرة أن الأجواء غير مهيأة لتنظيم انتخابات ديمقراطية بعد 21 عاما من حكم شمولي بقيادة الرئيس عمر حسن البشير الذي جاء إلى السلطة اثر انقلاب في 1989. وشارك المئات من المراقبين الدوليين والآلاف من المراقبين المحليين من منظمات المجتمع المدني في الإشراف على الانتخابات التي جرت في أجواء هادئة عموما. والانتخابات التي تشكل محطة مهمة في اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، تمهد لتنظيم استفتاء تقرير المصير للولايات الجنوبية العشر في كانون الثاني/يناير 2011.