تعرف أهالي الاحساء على جزء من تاريخهم وكيفية دخولهم الإسلام قبل نحو أربعة عشر قرناً ، وقصة وافدة بني عبدالقيس على الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة من الهجرة ، والوافدة الثانية في السنة التاسعة للهجرة ، وعودة وفد هجر بعد إسلامهم وبناء مسجد جواثا ثاني مسجد صُليت فيه الجمعة في الإسلام . جاء ذلك خلال تجسيد هذه القصة التاريخية في نص مسرحي رائع قدم مساء أول من أمس خلال إطلاق الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الاحساء رئيس مجلس التنمية السياحة بالمحافظة للنسخة الأولى من مهرجان " سوق هجر" التراثي والثقافي الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بشراكة إستراتيجية مع غرفة الاحساء في قصر ابراهيم الأثري ويستمر عشرة أيام تزامناً مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني . حفل الإطلاق الذي شهد حضوراً كبيراً بدأ بجولة لسمو الأمير بدر على أجنحة الجهات الحكومية المشاركة ، بعدها تجول سموه على أركان السوق التي تضم نحو عشرين ركناً تعرض فيها الحرف اليدوية المنتشرة في الاحساء ، وشاهد منتجات بعض الأسر،رافقه خلال الجولة معالي الدكتور يوسف الجندان مدير جامعة الملك فيصل ، ووكيل المحافظة رئيس اللجنة التنظيمية للسوق خالد البراك ورئيس غرفة الاحساء صالح العفالق والمدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بالاحساء علي الحاجي ووكيل الأمانة للخدمات المهندس عبدالله العرفج . بعدها توجه إلى المكان المخصص للحفل حيث بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، بعدها ألقى وكيل المحافظة ورئيس اللجنة التنظيمية خالد البراك كلمة أكد فيها أن سوق هجر سوف يشكل حدثاً سنوياً يمكن من خلاله إحياء التراث والموروث الثقافي الأصيل لهذه المنطقة ، فضلا عما يمثله السوق من ترويج للأحساء في العديد من المجالات وبخاصة السياحة التي تعد من الركائز الأساسية التي يسعى سوق هجر إلى دعمها مضيفاً أن سوق هجر هذا العام يمثل مهرجانا سياحيا يوظف المقومات السياحية المختلفة وبالأخص الأنماط الثقافية والتراثية بالأحساء . بعد ذلك كلمة الراعي الماسي للسوق شركة الأسمنت السعودية ألقاها عضو مجلس إدارة الشركة الرئيس التنفيذي محمد بن علي القرني إن هذا المهرجان ما هو إلا ثمرةٌ من ثمرات جهودكم الدؤوبة والمتواصلة للنهوض بمحافظة الأحساء في شتى المجالات، وما رعاية شركة الاسمنت السعودية لسوق هجر إلا انطلاق من مسئولية الشركة الاجتماعية تجاه هذا الوطن الغالي لتشارك أهل الاحساء هذه التظاهرة السياحية التي ستعود بالفائدة الاجتماعية والاقتصادية على المحافظة . بعدها ألقى رئيس اللجنة التنفيذية عبداللطيف العفالق كلمة أشار فيها إلى ان التنمية السياحية هي الوسيلة الأكفأ لدفع عجلة النمو والتطور في المجتمعات حيث انها الموظف الأكبر للعمالة على مستوى العالم مذكراً أن عدد الموظفين في قطاع واحد من قطاعات السياحة وهو وكالات السفر بالمملكة يناهز السبعين آلف موظف . بعد ذلك شاهد سموه والحضور ملحمة الحلم والأنا والتي تحكي قصة إسلام بنو عبدالقيس ووفادتهم على الرسول ، وهي من تأليف الدكتور سامي الجمعان رئيس لجان الفعاليات ومدير جمعية الثقافة والفنون بالاحساء وإخراج نوح الجمعان ومشاركة نخبة كبيرة من الفنانين ، ومزجت المسرحية بين النص التاريخي والأسلوب الحديث من خلال الرواية . بعدها تم تكريم الجهات الداعمة للسوق حيث سلم الأمير بدر دروعاً لتلك الجهات . وفي تصريح لسمو محافظ الأحساء لوسائل الإعلام عقب تدشين السوق أعرب عن سعادته بافتتاح السوق مؤكداً أنه استرجاع للماضي ، لافتاً إلى أن الاحساء غنية تاريخياً وثقافياً من العصور القديمة ، وتمنى سموه أن تجذب هذه الفعاليات الجمهور ويكون مكسبا للجميع ، وأضاف"هذه فرصة لتوجيه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ولسمو نائبه ، وتوجيه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يعد سوق هجر مبادرة من سموه وفكرته ، كما أشكر اللجنة التنفيذية على الجهد الطيب الذي بذلوه واللجان المساندة الذين قاموا بهذا الجهد الجبار وأتمنى أن يحوز السوق على رضا الاحساء وزوارها ، وأود القول أن ما لفت نظري في حفل الافتتاح هو قصة إسلام بني عبدالقيس ووفادتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم التي هي قصة حقيقية وقد كانت مؤثرة وستكون بحول الله من أهم فعاليات السوق ". وأكد الأمير بدر أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله والقيادة الرشيدة تؤكد على أن السياحة الآن مطلب أساسي للمواطنين والمقيمين وهي خيار استراتيجي والكل يدعم السياحة ، وتمنى سموه بتسارع خطا السياحة مستدركاً بقوله ان السياحة في المملكة والاحساء لها مستقبل واعد بإذن الله ، وختم تصريحه بالترحيب بأي فكرة تسهم في تطوير السوق في السنوات المقبلة مسرحية إسلام بني عبدالقيس حازت على إعجاب الجميع محافظ الأحساء خلال جولته في السوق