تعيد محافظة الاحساء الأسبوع المقبل إحياء جزء من تاريخها الضارب في القدم والذي يمتد إلى نحو سبعة آلاف سنة ق.م، وتسلط الضوء على جزء غالٍ من وهج ذلك التاريخ عبر تصفح جزء منه ليتعرف الجيل الحاضر على ماضي أسلافه، وذلك عبر إطلاق النسخة الأولى من مهرجانها السياحي"سوق هجر للتراث"، الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في أحد الآثار المهمة في الاحساء وهو قصر ابراهيم الأثري والذي تأتي انطلاقته متزامنة مع بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني الأربعاء المقبل، وسيقوم صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الاحساء رئيس مجلس التنمية السياحية بإطلاق المهرجان. مسمى هجر ويشير المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالاحساء علي الحاجي أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار هو من وجه بأن يحمل هذا المهرجان مسمى هجر، لما له من دلالة تاريخية لمحافظة الاحساء التي تمتلك من المقومات السياحية والثقافية والتراثية الطبيعية الشيء الكثير، كما أن الأمير سلطان بن سلمان يؤكد على أهمية مثل هذه الأسواق والمهرجانات في الجانب الاقتصادي، وفي ذات السياق فإن إقامة هذا المهرجان يحظى باهتمام ومتابعة من صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الاحساء الذي شكل لجنة برئاسة وكيل المحافظة خالد بن عبدالعزيز البراك، حيث ستتولى الإشراف على تنظيم السوق، كما أن رئيس غرفة الاحساء صالح العفالق يولي نجاح هذا السوق اهتماماً كبيراً. ويشير الحاجي إلى أن المهرجان يرتكز على توظيف المقومات السياحية المختلفة بالمحافظة لتوفير تجربة سياحية ثرية وممتعة، إضافة لإرسال رسالة إعلامية تدعم تلك المقومات للاحساء كمقصد سياحي تهتم بالثقافة والتراث، وبما يدعم تنافسيتها كأحد الوجهات السياحية الثقافية والتراثية، وسوق هجر للتراث سيسهم في التوعية والتعريف بهذه الأنماط السياحية المهمة وفي تنمية الحركة السياحية في محافظة الأحساء وإبراز مقوماتها وجعلها مقصداً سياحياً مهمًا في المنطقة الشرقية. تنمية السياحة وعن الأهداف التي يراد تحقيقها من هذا المهرجان بين مدير جهاز السياحة والآثار في الاحساء أن إستراتيجية تنمية السياحة الوطنية المستدامة أكدت على أهمية الفعاليات السياحية في التنمية السياحية من خلال تحقيق الجذب السياحي للوجهات السياحية في المملكة، ومن ذلك تطوير مهرجانات سياحية ثقافية، لذا فسوق هجر يهدف إبراز المقومات السياحية الثقافية والتراثية في الاحساء والعمل على استثمارها سياحياً في المملكة بشكل خاص، وتكوين انطباع جيد وتجربة سياحية ممتعة للسائح مما يؤثر في حثه للعودة مرة أخرى، كما يهدف الى إيجاد فرص عمل إضافية لأبناء المحافظة، والمساهمة في جعل المحافظة من أهم المقاصد السياحية الثقافية التراثية، وجذب أكبر عدد مكن من الزوار والسياح إلى الأحساء، وتعزيز المقومات السياحية التراثية والثقافية للمجتمع المحلي في المحافظة، الى جانب تحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية وتحقيق الفائدة الاجتماعية منه، وتحقيق الفائدة الاقتصادية من بيع المنتجات والخدمات على الزوار والسياح. ملحمة الحلم ويشير د.سامي الجمعان رئيس لجان الفعاليات أن افتتاح السوق سيشتمل على ملحمة الحلم والأنا (قصة إسلام عبدالقيس)، مشيراً إلى أن هذه الملحمة سيعاد عرضها ثلاث مرات خلال أيام السوق، مبيناً أن سوق هجر يحمل هوية تاريخية ثقافية، لافتاً إلى أنه كان يقام قبل نحو 1400 سنة في نهاية ربيع ثاني، فيما كان يقام سوق المشقر في جمادى الآخر. وسينضم ضمن فعاليات السوق أمسيات للشعر الشعبي والفصيح لعدد من الشعراء على أن تعكس مواضيع القصائد ثقافة المجتمع المحلي وتراثه، ويتخلل هذه الأمسيات إجراء مسابقات بين المشاركين لاختيار أفضل القصائد ونيل الفائزين جوائز تقديرية ومادية من قبل اللجنة المنظمة، وتنحصر المسابقات في الشعر النبطي، ومسابقة الشعر الفصيح وستسمى الجائزة "جائزة هجر للشعر". فعاليات تراثية منوعة وفي قرية هجر التراثية ستنظم فعاليات ثقافية وتراثية وترفيهية، وسيتعرف زوار السوق على الحرف والصناعات اليدوية التي كانت سائدة في الاحساء، وذلك من خلال ركن مخصص لأرباب الحرف الذين سيمارسون حرفهم بشكل حي أمام الزوار وإنتاج المصنوعات، وعرضه ركن للقطع التراثية يضم أصحاب المتاحف والمجموعات الخاصة الذين يمتلكون قطعا تراثية وأثرية، حيث يتم عرضها للسياح وبيعها مباشرة، كما سيكون هناك ركن للمأكولات الشعبية يتم عرضها أمام السياح وبيعها، الى جانب ركن هجر للطيور ويضم هواة ومحترفي اقتناء وبيع الطيور على اختلاف أنواعها، والفنون الجميلة وعرض للصور الفوتغرافية يحكيان جانبا من تاريخ الاحساء ودورها في اكتشاف وصناعة النفط. كما ستكون هناك مسيرة استعراضية لمجموعات من الخيول العربية الأصيلة والجمال المزينة بأزيائها التراثية من الأشدة والهوادج وقطع السدو وأدوات الحل والترحال وبركابها من الخيالة والهجانة، ومن فرق الفنون الشعبية المشهورة في المحافظة، ومن الصيادين والمزارعين، كما سيخصص فعاليات نسائية تشتمل على عدة أنشطة ثقافية وتراثية مخصصة للنساء، كالأزياء الشعبية، النقش على الحناء. الأكلات الشعبية تلقى إقبالاً من المتذوقين