ظهرت معالم الانقسام واضحة على المستوى القيادي للحركة الشعبية في السودان غداة إعلان أمينها العام باقان أموم مقاطعة الانتخابات في شمالي البلاد على المستويات كافة، فيما نفى نائب رئيسها مالك عقّار ما أعلن عن المقاطعة. وقال عقّار ان الحديث عن مقاطعة شاملة قرار شخصي ومتجاوز لقرارات المكتب السياسي للحزب.واعترف عقّار لأول مرة بوجود صراع داخل الحركة، لكنه لم يشأ الخوض في تفاصيله. وأضاف "هنالك صراعات داخل الحركة لكن ما يحدث الآن مجرد تباين في المواقف"، قبل أن يعود معتبراً أن أجواء التوتر في الحركة طبيعية في ظل قيام عملية مصيرية ومكلفة مثل الانتخابات. وردا على سؤال حول ما إذا كانت لوائح الحركة تسمح لأشخاص بإعلان قرارات بعيداً عن المؤسسات، اكتفى بالقول "إن صعوبة المواقف دائماً ما تقود إلى التباين في الآراء". وأوضح عقّار وهو حاكم ولاية النيل الأزرق أقصى شرق أواسط البلاد أن موقف المكتب السياسي للحركة من الانتخابات واضح ومعلن ولم يحدث فيه أي تعديل أو تغيير.وكان المكتب قرر في وقت سابق سحب مرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان من سباق الانتخابات الرئاسة ومقاطعة العملية في ولايات إقليم دارفور الثلاث، ولم يشر الى مقاطعة الانتخابات في الشمال.وقال عقّار أن الحركة ربطت خوض الانتخابات في المستويات الأخرى بظروف الأشخاص.وأشار إلى إن أي شخص لا يرى في نفسه كفاءة للاستمرار في الانتخابات لأي سبب عليه الانسحاب.وأضاف: "لكن ذلك الانسحاب سيكون بصورة فردية وقراراً شخصياً، لا علاقة له بالحركة الشعبية ".وكشف عقّار أن اجتماع المكتب السياسي للحركة لم ينعقد الثلاثاء لعدم اكتمال النصاب، وأكد حضور تسعة أشخاص فقط من عضوية المكتب. ويأتي هذا الموقف المتباين داخل الحركة في وقت تبقت فيه على عملية الاقتراع ثلاثة أيام فقط، إذ سيتوجه الناخبون السودانيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل.من ناحية اخرى، قال الاتحاد الأوروبي امس إنه يبحث سحب مراقبي الانتخابات التابعين له من منطقة دارفور بغرب السودان بسبب مخاوف على سلامتهم وفرض قيود على عملهم.ويجري السودان خلال أيام انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات حكام الولايات لكن أحزاب المعارضة تقول إن الانتخابات في دارفور ستكون مهزلة في الوقت الذي يستمر فيه الصراع الدائر منذ سبع سنوات في المنطقة. وقالت فيرونيك دي كيسر التي ترأس وفد بعثة الاتحاد الأوروبي للانتخابات في السودان "نبحث سحب مراقبينا (من دارفور).. تمثل سلامة بعض المراقبين في بعض الأجزاء النائية من البلاد قلقا بالغا بالنسبة لي. أنا قلقة أيضا بشأن قدرتنا على المراقبة".وصرحت للصحفيين أثناء توجهها إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور لمقابلة فريقها المكون من ستة أفراد "العنف في بعض أنحاء دارفور مروع".وتابعت "نحن قادرون فقط على متابعة جزئية.. فكيف يمكننا القيام بمراقبة سليمة في دارفور؟ مصداقية البعثة معرضة للخطر. الناس يسألوننا كيف يمكنكم المراقبة في دارفور وهذا سؤال ليس لدي رد عليه".