قليلون هم أولئك الطامعون الراغبون في التميز والسمو على أقرانهم، ذلك إنَّ تلكم السمة تحتاج إلى دافعيةٍ شخصية، وحماس لتحقيق أهدافها متسمة بتحدٍ لنيل الأهداف الإيجابية، مرنة في تفكيرها، ذات مهارة في القدرات العقلية والإدارية، راغبة في حل المشكلات، محترمةٌ لذاتها، ذات استقلالية في التفكير واتخاذ القرار، كما إنَّ تلكم الشخصية تتسم بالانغماس مع قضايا المجتمع ومشكلاته، محبة للنجاح وتحقيق التطلعات، إضافة إلى الإخلاص في العمل وإتقانه اقتداء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، بلادنا حباها الله بتلكم النماذج الطامحة إلى التميز والإبداع الفكري والمهاري، وَلِمَ لا فالقيادة متأهبة، والأرضُ واسعة والمال وافر والعقول حاضرة. فما جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلا أنموذجاً من ذلك الإبداع، تميزت بالهدف والمضمون، وأصبحت منارة علم للعلوم، برنامج الملك عبدالله للابتعاث تولد من قيادة واعية، مشروع الملك عبدالله لملتقى الحضارات صناعة سعودية لحل الصراعات الإنسانية، جائزة الملك فيصل العالمية أضحت تضاهي الجوائز العالمية، بل تفوقها اسماً وعطاءً، حتى أصبح علماء العالم يتسابقون للظفر بها لما تضفيه عليهم، أبدع منظروها وتميز منظموها، دارسو بحوثها مبدعون متميزون. الشركة السعودية للصناعات الأساسية: سابك وشقيقاتها إبداعٌ بامتياز، المعرض الدولي للتعليم العالي إبداعٌ في الإعداد والتنظيم والحضور، قناة تواصل بين مؤسسات التعليم في الداخل والخارج، معرض الكتاب تميز بتهيئته وإعداده وتنظيمه، الجنادرية أنموذج آخر من الإبداع الفكري والحضاري أصبحت محط أنظار العالم. ما كان عرس الجنادرية في 1/4/1431ه إلا إبداعاً في الإعداد والإخراج، مهنياً وتقنياً، عنوانها إبداعٌ، عرضتها السعودية بحضورها وأهازيجها تراث إبداعي متجدد، تكريم المبدعين إبداعٌ، ما طرح فيها من محاضرات ومداخلات إبداع فكري، ندواتها الخارجية التي عقدت في أروقة الجامعات، كندوة القدس في ضمير العالم.. الحق.. التاريخ.. السلام إبداعٌ، أوبوريتُها في ليلة عرسها إبداع تعانقت فيه الكلمة مع الأداء وتمازجاتا مع الأزياء، فأضحى لوحة فنية إبداعية، وحدة وطن إبداع وتميز. فصناعة التميز أصبحت صناعة سعودية بعقول وأفكار سعودية. * مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض