بدأت الجلسة الأولى لمؤتمر شهداء الواجب وواجب المجتمع بورقة مقدمة من الدكتور عبدالعزيز بن محمد المفلح بعنوان «دور المواطن في دعم الأمن» اكد فيها ان المواطنة هي الإطار الجامع لتفاعل المواطن مع وطنه، وسلوك جميل مع الناس، إنها انتماء عاطفي، وولاء وطني، ينظم علاقة المواطنين فيما بينهم وفق تعاليم الإسلام، إنها تقوم على مراعاة الحقوق والواجبات المتبادلة، وعلى الاحترام، وتبادل المنافع والمصالح، التي تكوّن الحياة المدنية، وترسخ قيمة التعاون مع الآخرين في كل ما من شأنه رفعة الوطن ورقيه. تلاها ورقة مهمة قدمها الدكتور عبدالله الحمود أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الإمام، نائب رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وجاءت الورقة بعنوان «دور وسائل الإعلام في التعريف بحقوق شهداء الواجب»، وجاءت الدراسة في إطار نظرية الاتصال «الغرس الثقافي للمعاني والأفكار»، حيث أجرى الباحث دراسة وصفية لأدوار وسائل الإعلام في التعريف بشهداء الواجب، وواجب المجتمع نحوهم، ونحو أسرهم وذويهم. وقد سعت الدراسة إلى تحقيق هذا الهدف عبر تحقيق عدد من الأهداف الفرعية، التي تناولت عرضا علميا لظهور نظرية الغرس الثقافي، ومدى ملاءمتها هذه الدراسة، إضافة إلى فحص المداخل العاطفية والعقلانية في التناول الإعلامي لقضايا وموضوعات شهداء الواجب. وأخيرا سعت الدراسة إلى الكشف عن دور وسائل الإعلام في التعريف بعدد من الأدوار المؤسسة والفردية، التي يمكن أن تساهم بها قطاعات المجتمع المختلفة في هذا الإطار. وبرزت أهمية هذا الموضوع، من أن أحداثا دولية وإقليمية وداخلية في المجتمع السعودي، قد أدت إلى أن يبذل عدد من رجال الأمن أرواحهم في سبيل الدفاع عن صفاء العقيدة، وسلامة المنهج الشرعي في البلاد، وفي الذود عن حياض الوطن، ومن بين أهم هذه الأحداث، بروز ظاهرة الحرب على الإرهاب، على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتداعيات ذلك المتمثلة في وجود عدد من النزاعات الإقليمية، التي هددت حدود البلاد السياسية والجغرافية، يضاف إلى ذلك عدد من الجنود الذين قضوا في مكافحة المخدرات، ومكافحة الجرائم الأخرى، نسأل الله تعالى أن يتقبلهم جميعا في عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين. اما الورقة الثانية فكانت مقدمة من الدكتور عبدالرحمن بن زيد الزنيدي بعنوان «التكريم المعنوي لشهداء الواجب الوطني» استعرض فيها الوضع الأمني الذي تعيشه المملكة، منوهاً بأنها، ولله الحمد، ارض لم يطأها استعمار، وما حاقت بها فتنة الأيديولوجيات ذات المرجعية الغربية، قومية واشتراكية ونحوها، لقد تولى جمع شملها، ومن ثم بناها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، على الإسلام في توجيهات قرآنه، وسنة رسوله من خلال الدعوة الإصلاحية التي ورثها عن آبائه وأجداده، وهي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي نصرها جده الإمام محمد بن سعود، رحمهما الله تعالى، في القرن الثاني عشر الهجري، فقام هذا المجتمع (السعودي) على الإسلام، في تعليمه، وقضائه، وسياسته، تطبيقاً له في الداخل، ومناصرة له ولأهله، ودعوة إليه في الخارج على المستوى الإسلامي والعالمي. واستعرض الدكتور الزنيدي ما تناولته كثير من الدراسات التي تشير الى أن العدو فطن الى ضرورة ان يكون التدمير من داخل المجتمع، وبأيدي أناس من أبنائه، أياً كان الأسلوب الذي يسلكونه، ويتم توجيههم من بُعد شاعرين، أو غير شاعرين لكونهم أدوات لهؤلاء الأعداء سواء عن طريق الهدم عبر ضربات فكرية باسم (الحرية، والليبرالية، والتنوير، ونحوها لدين المجتمع وقيمه، وسمته الاجتماعي؛ لخلخلة شرعيته الدينية التي ترتكز عليها دولته، ولتحطيم رموزه الدينية التي يكتسب المجتمع بتلاحمهم مع سلطته رضاه واستقراره، وأيضاً لاستفزاز غير الناضجين من ذوي الغيرة الدينية؛ لإحداث أعمال تتسع أبعادها على حساب المجتمع. او على شكل احتقان يُغذى بشحن الأحقاد في نفوس بعض الأغرار ومن يندس معهم؛ لتنفلت أزمتهم عبر نشر الفوضى والتخريب وزعزعة الأمن كما جرى في (الخبر) في أعقاب عيد الفطر لعام 1430ه او التدمير المراد للمجتمع السعودي عبر استغلال الحماس الديني والانسحاق تحت شعور المهانة أمام طغيان الأعداء على الأمة ومقدساتها وللسذاجة الفطرية التي تجعل هذه الفئة من الشباب قابلة للإيحاء بسرعة، وعمى استغلال - ذلك لتجنيد هذه الناشئة عبر وسطاء من المنافقين، للتدافع نحو تدمير المجتمع السعودي، ترويعاً للآمنين، وقتلاً للأبرياء، وتفجيراً للمباني، والسيارات، وإفساداً للممتلكات. اما الجلسات المسائية فقد استهلها الدكتور مفلح بن دغيمان الرشيدي بورقة عنوانها «واجب المجتمع نحو شهداء الواجب» اكد فيها اهمية ما لشهداء الواجب من اهمية ودور كبير في المجتمع، عادا إياهم من الذين بذلوا أغلى ما يملكون، وهي أرواحهم الزكية، لذلك فهم مصدر الفخر والاعتزاز، وهم القدوة والمثال، ونستلهم من تضحياتهم النبيلة حقيقة الولاء والالتزام، ومعاني البطولة والكرامة والإباء والعطاء الذي لا ينتهي، والإيمان المطلق بقدسية الوطن والأرض والرسالة. واضاف الطالب العنزي الى ان أسر الشهداء بحاجة إلى الدعم وعدم الاكتفاء فقط بالرعاية المادية، مطالباً بضرورة الرعاية النفسية لهم بعرضهم على أخصائيين نفسيين يتابعونهم، ويستمرون في تقديم المشورة والعلاج اللازم، كما اوصى بوجوب رعاية زوجة الشهيد، خاصة من قبل متخصصات نفسيات واجتماعيات؛ لأنه تضاعف عليها مصاب فقدان زوجها، ولكونها أصبحت المسئولة الأولى، وفي بعض الأحيان الوحيدة عن أطفالها، وهذا ربما يسبب لها تعبا نفسيا وجسديا، إضافة الى تقديم منح دراسية لأبناء وبنات الشهداء، في المدارس الأهلية المتميزة، وفي الجامعات والكليات التي يرغبونها، من باب دعمهم ورعايتهم وتوفير أفضل الفرص لهم للتفوق وبناء ذواتهم، للاعتماد على أنفسهم مستقبلاً. كما اقترحت الورقة أن يكون لهم ضمان صحي كلي يشمل مصاريف العلاج والأدوية مع اهمية مساعدة أسر الشهداء بإعطاء الأبناء والبنات أولوية في التوظيف.