بين الحين والآخر يقرأ الرياضي خبرا نصه كما يلي:(أصدرت اللجنة الفلانية عدة قرارات، وهي عادة تتضمن عقوبات على لاعبين، أو مدربين، أو إداريين، ومثلها: أصدرت لجنة الانضباط، أو الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم عددا من العقوبات)، وهي عقوبات بتنا نشاهدها بكثرة في هذا الموسم تزامنا مع الاحتراف الذي ضرب بقوة، وصارت المادة محركه الرئيس. ظلت القرارات الصادرة في منأى عن توقع ذهن الرياضي، ذلك أنها تتباين فيما بينها ما بين العنيفة والحنونة، وهو ما يجعل المشاهد يشك أنها تعود إلى الحالة المزاجية التي يعيش فيها عضو اللجنة (الفنية، أو الانضباط)، أحيانا تكون نفس عضو اللجنة أو أعضائها مفتوحة فتأتي القرارات سهلة، وأحيانا تكون منغلقة فتأتي صارمة، ليست خاضعة للمزاجية فحسب، بل الآخر المعني قد يكون صاحب نفوذ، فلا يناله شيء يذكر، أما إن لم يكن له في القوم ابن عم فحينئذ يتوجب ضربه بالحد الأقصى والأقسى للعقوبة! لا أتحدث أنا هنا عن تباين في العقوبات بين حالة حدثت في زمن سابق وحالي كما هو الحال لمدرب الأهلي الراحل البرازيلي زاناتا الذي أبعد عن الملاعب فورا بعد حركة أشار بها إلى الحكم متهما إياه بالرشوة، وبين مدرب النصر الحالي ديسلفا الذي أِشار إلى الهدف ذاته ليعاقب بإيقافه عن مرافقة الفريق بالملعب ست مباريات، لكنه تم إيقاف (صوتي) فقط عوضه بجهاز اللاسلكي الذي رأيناه في كل لقاء مرافقا له في المدرجات يوجه فيه الفريق خطوة خطوة، وقد يحلو له الأمر لكون زاوية الرؤية أوضح فيستمر في موقعه، السنوات التي فصلت بين الحالتين فيها مرحلة تطور بالطبع، ولذا ليست مقياسا، بل أتحدث عن أحداث جرت في الوقت ذاته، وأنا هنا ما زلت أنثر عشرات علامات التعجب حول إيقاف المدرب عن المباريات، لماذا لا تسمى العقوبة: تغيير مكان جلوس المدرب؟ مدرب الأهلي البرازيلي فارياس رفض الصعود إلى المنصة في نهائي كأس ولي العهد، فعوقب بإيقافه لقاء واحد. كانت باكورة قرارات لجنة الانضباط هذا الموسم كما يعرف الجميع إيقاف لاعب الهلال الروماني رادوي مباراة واحدة بعد اتهامه باستعمال العنف ضد لاعبي النصر، لا بأس فالجميع يريد القضاء على العنف في الملاعب، فإن لم يستطع الحكم إيقافه لخلل في الرأي أو الرؤية فإن منظار اللجنة (التلفزيون)، يعوض الغياب الذي يحدث، هنا نضع موقفا آخر على المحك، ضرب محمد نور لياسر القحطاني في لقائهما في آخر مبارياتهما في الدوري ماذا تم بشأنه؟ الجواب: لا شيء بالطبع، وهذا (اللا شيء) كان مفاجأة لمن سمع القرار، مرت الأحداث مرور الكرام، قد تكون لياقة اللجنة المعنية أوشكت على النفاد في آخر الموسم، فلا تستطيع إصدار قرارات صارمة!! أيضا ضرب لاعب الحزم أحمد مناور لأحد لاعبي نجران مر مرور دون أن يلفت النظر، هل نقرن القرارات بمباريات، وبفرق دون أخرى؟!