طالعتنا جريدة الرياض في عددها (15239) بخبر حول ساعة الأرض والذي ستشارك فيه المملكة العربية السعودية في يوم السبت السابع والعشرين من شهر مارس بقطع الكهرباء لمدة ساعة كاملة من الساعة الثامنة والنصف مساء وحتى الساعة التاسعة والنصف مساء عن أهم المعالم في المدن الرئيسية الرياضوجدة والدمام إضافة إلى عدد من الإدارات الحكومية والقطاع الخاص. وذلك لمشاركة العالم في الحملة التي تهدف إلى تقليص حجم انبعاث الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، وكوقفة ثابتة من لدن هذه البلاد يدا بيد مع المجتمع الدولي في كل ما من شأنه الحفاظ على سبل العيش على كوكب الأرض. حيث شملت الحملة ما يقارب 2500 مدينة ومحافظة في مختلف دول العالم. وكشف كولين بتفيلد مدير الحملات في الصندوق العالمي للطبيعة في بريطانيا، أن مشاركة نحو 17 دولة جديدة هذا العام مثل السعودية، وبروناي، والتشيك، وموريشيوس، ومنغوليا وسلطنة عمان، وقطر وبارجواي، أمر مفرح جداً، مطالباً في ذات الوقت الأفراد بضرورة المشاركة في هذه الساعة بإطفاء أنوار منازلهم لمدة ساعة واحدة والعيش على الشموع أو الخروج للتنزه في ذلك الوقت خارج المنزل بعد إطفاء الأنوار والاحتفال مع جميع سكان العالم لمشاهدة جمال كوكب الأرض دون كهرباء والمساهمة في حماية الطبيعة.. ومن الآثار التي لوحظت بل وأثبتتها بعض الدراسات هو تناقص الوجود الثلجي وسمك الثلوج في القطبين المتجمدين خلال العقود الأخيرة؛ فقد أوضحت البيانات التي رصدها القمر الصناعي تناقص الثلج، خاصة الذي يبقى طوال العام بنسبة 14%، ما بين عامي 1978 و1998، بينما أوضحت البيانات التي رصدتها الغواصات، تناقص سمك الثلج بنسبة 40% خلال الأربعين سنة الأخيرة، في حين أكدت بعض الدراسات أن النسب الطبيعية التي يمكن أن يحدث بها هذا التناقص، أقل من 2%. كذلك ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات خلال الخمسين سنة الأخيرة؛ حيث ارتفعت درجة حرارة الألف متر السطحية بنسبة 0.06 درجة مئوية، بينما ارتفعت درجة حرارة الثلاثمائة متر السطحية بنسبة 0.31 درجة مئوية، ورغم صغر تلك النسب في مظهرها، فإنها عندما تقارن بكمية المياه الموجودة في تلك المحيطات، يتضح كم الطاقة المهول الذي تم اختزانه في تلك المحيطات. وأخيرا ما هو الحل؟! هل هو إطفاء الأنوار ساعة من الزمن يستشعر فيه الإنسان أهمية هذه الظاهرة وخطورتها على هذه البسيطة؟! إنها حقا ظاهرة تستحق جذب الاهتمام الدولي بعمل الندوات والاجتماعات الدولية وخاصة تلك الدول التي قد تكون سببا في هذه الظاهرة إن لم تكن هي السبب من خلال تدفق الغازات من مصانعها دون اهتمام للبيئة وأن يكون هناك قرارات صارمة لخفض نسبة التلوث على مستوى العالم، واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاث قد يبطئ تأثير الظاهرة التي تعتبر كالقنبلة الموقوتة.