أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم أن مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية لم يكن وليد الصدفة، وإنما كان نتاج سنوات من الدراسات والبحث العلمي للوصول إلى أفضل السبل لتطوير مخرجات التعليم العام، وكان من أهم استراتيجيات التطوير العمل على تطوير المقررات الدراسية بما يتماشى مع الثورة المعرفية التي يعيشها العالم، وتهيئة الطالب السعودي للمنافسة في ميادين العلوم والمعارف. وأضاف سموه أن المشروع بدأ التفكير فيه قبل بداية الألفية الجديدة وشكلت العديد من اللجان والفرق لدراسة واقع المقررات الدراسية للرياضيات والعلوم الطبيعية، واستعراض التجارب الدولية في هذا الصدد، والبحث عن سبل إحداث نقلة في المستوى التعليمي في مدارسنا، وإن تعميم هذه المقررات في مرحلتها التجريبية هو حلقة أولى في سلسلة برامج التطوير التي تتطلع الوزارة إلى تطبيقها خلال السنوات القادمة بإذن الله. جاء ذلك عندما دشن سموه مساء يوم أمس تعميم منتجات مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية في مرحلتها التجريبية في كافة مدارس التعليم العام والتي تستمر ثلاثة أعوام وتشمل المرحلتين المتوسطة والثانوية بتكلفة مالية بلغت مليار ريال، وذلك بحضور معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم ومعالي الأستاذة نورة بنت عبدالله الفايز نائب الوزير لشؤون تعليم البنات ومعالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي نائب الوزير لشؤون تعليم البنين، وبمشاركة مساعد وزير التربية والتعليم الأمريكي السابق، وعدد من الخبراء من شركة ماك قروهيل، وبحضور وكلاء الوزارة ومديري التربية والتعليم في كافة مناطق ومحافظات المملكة، وبمشاركة ضيوف الوزارة من دول الخليج ممثلين لوزارات التربية والتعليم وذلك في فندق الفورسيزون بالرياض. وقدم سموه شكره وتقديره لأصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم السابقين ونوابهم الذين بذلوا جهوداً كبيرة للوصول إلى مرحلة التحول التي يعيشها التعليم الآن، مؤكداً سموه أن التعليم نسق تراكمي يصل بالمؤسسة التعليمية والتربوية إلى خبرة مناسبة تحقق منجزات التحول إلى الأفضل وتقديم مخرجات تعليمية منافسة، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية هي امتداد لبرامج تطويرية بدأت منذ تأسيس وزارة التربية والتعليم وما قبلها حتى يومنا هذا، حيث عاش التعليم تحولات استراتيجية نقلت الرياضيات والعلوم من قالبها التقليدي المبسط في الجبر والحساب لتصل إلى الرياضيات والعلوم الحديثة قبل عشرين عاماً تقريباً، ثم التحول إلى الرياضيات والعلوم الطبيعية التي نحتفي بتعميمها اليوم. من جانبه قال معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم إن الوزارة تتطلع إلى أن تقدم منظومة عمل تربوي متكاملة تحقق نمواً معرفياً يساهم في دعم اقتصاد المعرفة وبناء المواطن السعودي بما يتفق مع التحديات العلمية التي تتنافس عليها دول وشعوب العالم، سواء في إطار المقررات الدراسية أو البيئة المدرسية بكافة عناصرها بما فيها المعلم والمعلمة والطالب والطالبة، وذلك من منطلق الإيمان بأن الاستثمار الحقيقي هو في بناء المواطن بناء يساعده على أن يسهم في تجسيد خطط البناء والتنمية التي ترسم ملامحها قيادة هذه البلاد. من جانبه، أوضح وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور نايف بن هشال الرومي أن منظومة تطوير المناهج في وزارة التربية ترتكز على ثلاثة مشاريع هامة، تسعى الوزارة إلى تعميمها في المملكة في مراحل زمنية متقاربة ومتزامنة، متمثلة في مشروع التعليم الثانوي "نظام المقرارات" ، الذي بدأ التطبيق التجريبي في عدد من المدارس منذ ثلاث سنوات ويتجه إلى التعميم، والمشروع الشامل للمناهج والذي سيبدأ السنة القادمة في مرحلة التعميم على كافة المدارس، ومشروع الرياضيات والعلوم الذي بدأ في تطبيقه هذا العام ، مشيراً إلى أنه تم اختيار سلسلة " ماك قروهل " من بين 6 سلاسل وفق دراسات دقيقة من خبراء في الجامعات و المختصين والمشرفين في المملكة لتطوير الرياضيات العلوم . مبينا الرومي: أن من أهم الملامح التي نفخر بها في المملكة اعتماد هذه السلسلة وموائمتها للمجتمع السعودي من خلال أياد سعودية وبشريك سعودي استراتيجي من القطاع الخاص استطاع أن يسهم في تفعيل المشروع وفق متطلبات المرحلة الحالية وبما ينسجم مع الرؤى التطويرية في وزارة التربية والتعليم وبمساهمة من الجامعات وبيوت الخبرة المحلية، وقد عرض المشروع على العديد من الخبراء وبيوت الخبرة محلياً ودولياً، وتم تطبيقه بعد الاطمئنان على أن هذه المقررات تعتبر الأفضل على مستوى التنافس العالمي بين الشركات المتخصصة في هذا المجال. الأمير فيصل بن عبدالله يدشن المشروع