كلمة "وايرلس" هي الكلمة السحرية التي تجعل الكثير من الناس يشتري أي سلعة، ابتداء من الفأرة ومرورا بالشبكات اللاسلكية المنزلية وانتهاء بالجوالات. وهذا واضح لسبب منطقي وهو سهولة استخدام التقنية دون الحاجة لوجود كم هائل من الأسلاك التي قد يعيق طولها وازدحامها من الاستمتاع بالتقنية. فبدلا من تمديد أسلاك الشبكة في المنزل أو المكتب فيمكن بسهولة تركيب نقطة شبكة لاسلكية تتيح استخدامها آنياً وبدون عناء. ولو خيِّر الواحد منا بين لوحة مفاتيح عادية بالأسلاك أو أخرى لاسلكية لقام باختيار اللاسلكية. ولك أن تتخيل صعوبة استخدام الإنترنت في المقاهي أو المطارات لو لم تكن تقنية الشبكات اللاسلكية غير موجودة. ومن نفس المنطلق نجد شيوع استخدام الجوالات عوضا عن خطوط الهاتف الثابتة، والذي جعل بعض المحللين يتوقعون انتهاء الحاجة للخطوط الثابتة في المستقبل. ويمكن تطبيق هذا المبدأ بشكل أوسع على استخدام الإنترنت أيضا. فمن الملاحظ حاليا في المملكة انتشار ما يسمى ببطاقات كونيكت والتي تتيح استخدام الإنترنت في أي مكان يمكن أن يعمل فيه الهاتف الجوال بل أن البعض يستعيض بها بدلا من خطوط الدي إس إل ويستخدمها في البيت والمكتب وفي أي مكان خارجهما. وهذا لا ينحصر فقط على مجتمعنا بل هو توجه سائد في الدول الأخرى والتي يتوفر فيها اتصال سريع بخصوص الدي إس إل مثل كوريا والتي وصل تعداد مستخدمي الإنترنت بواسطة شبكات الجوال إلى 85% من تعداد السكان علما بأن سرعة الإنترنت في المنازل تصل إلى أكثر من 60 ميجابت في الثانية (مقارنة ب 20 كحد أقصى ونادر في السعودية) وعلى الرغم من أن التقنيات اللاسلكية تتيح مرونة في الاستخدام وحرية أكثر من مثيلتها السلكية إلا أن ما يعيبها بشكل عام هو محدوديتها، فعلى سبيل المثال فشبكات الحاسب السلكية وصلت سرعاتها إلى جيجابت في الثانية بينما مازالت اللاسلكية تحارب لتصل لسرعة 100 ميجابت في الثانية، وهذا يمكن تعميمه أيضا على استخدام الإنترنت عن طريق الدي إس إل مقارنة باستخدامها بواسطة شبكات الهاتف المحمول. فالتقنية الشائعة حاليا هو استخدام شبكات الجيل الثالث 3G والتي تصل سرعة التحميل فيها إلى 14 ميجابت بحد أقصى (وهو الحد المعلن وليس الحد الفعلي المتاح) ولكن مادفعني لكتابة هذا المقال هو التطور السريع الحاصل في شبكات الجوال وخصوصا بما يسمى بالجيل الرابع والذي يطلق عليها 4G و LTE والذي يعتبر تقدما كبيرا مقارنة بالجيل الذي يسبقه، حيث تصل سرعة التحميل فيه إلى 100 ميجابت في الثانية. وهذا الجيل الجديد بدأ فعلا في الظهور بشكل تدريجي حيث أصبحت السويد أول دولة في العالم تطلقه بشكل فعلي بينما أعلنت شركات اتصالات أخرى في دول متعددة عزمها على إطلاق الخدمة في هذا العام. ولكن وللأسف فقد تعودنا في ما يتعلق بجديد التقنية على أن نسمع عنها ونتمناها، إلا أنها تتأخر في وصولها، ولا تكاد تصلنا إلا عند ورود أخبار جديدة عن تقنية جديدة. ولنتفاءل هذه المرة حيث أعلنت شركتان من شركات الاتصال المحلية عن توقيع عقود لتطبيق هذه التقنية، وكلنا أمل أن يتم تطبيق هذه التقنية بشكل فعلي وليس بشكل اسمي! وأعني بذلك هو أن يتم تطبيق التقنية الجديدة بحيث تدعم السرعات المعلن عنها عوضا عن الإعلان عن تقنية الجيل الرابع بسرعات الجيل الثالث لا سمح الله.