وصل وزيرالخارجية البريطاني ديفيد ميليباند امس الى شنغهاي قبل الانتقال الى بكين في زيارة للصين ستتركز محادثاته خلالها على الملف النووي الايراني. والقى ميليباند الذي وصل مساء الاحد خطابا حول الاقتصاد العالمي في معهد العلاقات الدولية في شنغهاي قبل ان يزور موقع المعرض الدولي الذي سيفتتح في الاول من ايار/مايو، حسبما افاد مسؤول في السفارة البريطانية. ومن المقرر ان يصل بعد الظهر الى بكين حيث سيتفقد مركز تدريب لقوات حفظ السلام الدولية خارج العاصمة الصينية، قبل ان يلتقي كبار المسؤولين الصينيين. وسيلتقي ميليباند خصوصا نظيره يانغ جيشي ورئيس الوزراء وين جياباو على ان يختتم زيارته غداً الاربعاء. ويشارك البلدان الدائما العضوية في مجلس الامن الدولي مع روسيا والولايات المتحدةوفرنسا، في الجهود الدولية الجارية لتسوية ازمة البرنامج النووي الايراني. ويدفع الغربيون باتجاه فرض عقوبات دولية جديدة على ايران للاشتباه بسعيها لامتلاك السلاح الذري، غير ان بكين ترفض ذلك حتى الان. وشهدت العلاقات بين بكينولندن فتورا في الاشهر الماضية. واتهمت وزيرة بريطانية الصين في كانون الاول/ديسمبر بانها "خطفت" قمة كوبنهاغن حول التغيير المناخي. ونددت لندن في الشهر نفسه باعدام بريطاني في الصين ادين بتهريب المخدرات، غير ان اقرباءه افادوا انه مريض نفسيا. كما احتجت بريطانيا على الحكم الصادر بحق المعارض الصيني ليو شياباو بالسجن 11 سنة. على صعيد متصل شدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على وجوب تعاون إيران وإسرائيل مع المجتمع الدولي. جاء ذلك في مقابلة أجراها مون مع وكالة أنباء نوفوستي الروسية كشف فيها أن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجرون المباحثات المتعلقة بفرض المزيد من العقوبات على إيران. وذكر مون الذي سيقوم بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو في الفترة ما بين 17 و19 آذار/مارس الجاري أن "مجلس الأمن كان قد تبنى ثلاثة قرارات عقابية". وحسب معلوماته فإن "أعضاء المجلس يناقشون مسألة اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية" وهي "المسألة التي لا يقررها أحد غير أعضاء مجلس الأمن". وأكد مون على ضرورة "حل هذه المسألة بالطرق السلمية عبر الحوار والمباحثات" وأشار إلى أنه ما برح يناشد قيادة إيران الدخول في "تعاون كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن". ولفت مون إلى أن اقتراح الدول الست التي تفاوض إيران وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين بشأن مبادلة اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود نووي من إنتاج روسياوفرنسا لمفاعل الأبحاث الإيراني لا يزال يشكل "أساسا جيدا للمباحثات". وتطرق مون إلى مسألة دولية أخرى في غاية الأهمية هي مسألة الشرق الأوسط حيث عبر عن اعتقاده أن الرعاة الدوليين لعملية السلام في الشرق الأوسط وهم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي سيؤكدون إدانتهم لبناء مساكن جديدة للمستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية عندما يجتمعون في موسكو في 19 آذار/مارس الجاري. وقال مون الذي سيحضر هذا الاجتماع في العاصمة الروسية إنه كان قد عبر عن استنكاره الشديد للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي الذي لا يتماشى مع عملية السلام. وعبر مون عن أمله في أن "تتعاون إسرائيل بشكل كامل" مع المجتمع الدولي حتى لا تخرب السياسة الاستيطانية ما حققته "المحادثات غير المباشرة" (الإسرائيلية الفلسطينية) من نتائج. وأشاد مون بمبادرة روسيا لاحتضان اجتماع للجنة الوساطة الدولية الرباعية خلال "هذه المرحلة الحرجة" وقال إنه يتوقع أن يتمكن الوسطاء في نهاية المطاف من تنظيم "المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية". وعن جدول مباحثاته اللاحقة أشار مون إلى أنه يعتزم أن يبحث مع قيادات روسيا ودول آسيا الوسطى ما يمكن اتخاذه من إجراءات مشتركة لمكافحة المخدرات الأفغانية كما أنه يعتزم أن يقوم بزيارة إلى كوريا الشمالية ليساعد على تسوية المشكلة النووية الكورية الشمالية عندما تتهيأ الفرصة للقيام بهذه الزيارة.