في زاويته اليومية يناقش صديقنا العزيز السمين السابق واللاحق الاستاذ تركي الدخيل. مشاكل متعددة وتنال الهمّ اليومي للإنسان في بلادنا سواء من المقيمين أو المواطنين وقد ناقش يوم السبت الفائت قضية تأخر بعض القضاة عن مواعيد العمل والذي لابد أن يكون القضاة بالذات أكثر الناس حرصاً وأكثر الناس التزاماً ، طالما أنهم يمثلون لنا الشريعة والقانون والنظام قلباً وقالباً ، وأعتقد أن هذا النمط من التعالي المفرط على خلق الله وعدم التودد للناس إنما كان فكرة معكوسة حيث يجب أن يكون القاضي عادلاً في كل تقاسيم وملامح وجهه حتى لا يشعر طرف ما بانحيازه الى الطرف الآخر ، لكن هذاالمهرب استغل بحيث إن كثيراً منهم (زانت) له اللعبة فلم يعد يرد السلام والذي هو سنة ورده واجب، أي نعم أن للقضاة هيبتهم متى ما كانوا على مقدرة من العلم والإضافة وفن الإصغاء وأن يكون وجه القاضي سمحاً يحبب اليه الناس ويشجعهم على إبداء شكواهم وعدم الرهبة التى يفرضها مجلس القضاء والذي يقينا أن هناك من محترفي المشاكل والمقاضاة من يتقن اللعبة إما بصوت مرتفع يربك الطرف الآخر إما بقدرة على قلب الوقائع وحتى إن لم تكن على قدر من الحق والانصاف إلا أنها ستكون سبباً لإرجاء القضية محل الشكوى أسابيع وأشهراً وربما سنوات تجعل من الطرف الأضعف والذي لا يملك الحجة بياناً أو رهبة أو عدم مقدرة أن يرضى ولو بشيء يسير من حقه الذي لم يتقن الدفاع عنه أو شرح وجهة نظره. ثم إن هناك مسألة أضيفها لعزيزنا تركي الدخيل وهي تلك التي لم أجد لها تفسيراً أو سبباً وهي أن معظم القضاة وكتاب العدل نادراً ما يبتسمون ، مع أنني متأكد أنهم مثلنا يفهمون الطرفة ويضحكون لها ويعرفون أن للحياة جانبها المضيء وبالتأكيد فإنهم رفق زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم يمارسون الضحك أو على الأقل الابتسام ، لا أذكر وهي مرات قليلة جداً أن دخلت كتابة عدل كشاهد أو موكل وصادف أن يكون كاتب العدل أو الرئيس يرتكب فضيلة الابتسام. سادتي القضاة إن الابتسامة مدخل صادق للعلاقات الإنسانية ولن تُنقص من هيبتكم شيئاً واعتقد أن المباني التى جار عليها الزمان التي تمثل مقراً لكتابة العدل قديمة ويعشعش فيها العنكبوت ربما تكون سبباً لعدم الابتسام .. وسلامتكم