عُرف عن المرحوم الشيخ عبدالرحمن السعدي حبه للنزهات البرية في أوقات اعتدال الفصول (الكشتة). وشارك رفقته لعبهم وغناهم. ويروى عن الشيخ صالح القاضي أنه يميز بين (شيلات) السامري الذي اعتاد أهل عنيزة على ممارسته خارج البلدة في الليل. ومع صفاء الجو واتجاه الريح سمعهم الشيخ صالح يرحمه الله. وفي الصباح قابل أحد رواد السامري في السوق فقال له: «البارحة معكم واحد عليمي» أي لم يتمرّن على السامري بما فيه الكفاية. فذهب الرجل إلى زملاء الغناء وقال لهم بأن عليهم أن يبتعدوا عن أطراف المدينة لأن الشيخ صالحاً سمعهم فابتعدوا قليلاً. وإن صدقت هذه الرواية فهي تدل على أن العالم أو القاضي يجب ان يعرف الابتسام والمرح طريقاً إلى وجهيهما.. وان يتحلى العالم والقاضي بحلاوة الدعابة وعذوبة الفكاهة ورقة الحديث. فهذه الأشياء في رأي كثير من أهل النظر لا تؤثر على عدالته أو هيبته. صحيح أن لأهل العلم والقضاء حقهم من الجلال والوقار. لكن الصرامة والعبوس لا يعطيان صوراً للوقار بل للرهبة المخيفة. ولا يمنع أن يكون العالم أو القاضي مرهف الإحساس والمشاعر أديباً أو حتى شاعراً. وقد عرف التاريخ علماء وقضاة هاج الحب والشعر في قلوبهم. فالأبيات التالية قالها فقيه: يا مالك الحسنِ من أفتاك في دنفي أخدّك الشافعي أم طرفك الحنفي إن كان في شرعكم حللتمُ تلفي في مذهب الحنبلي إنّ الحبيب يفي