عرض أحد موظفي وزارة الزراعة فكرة إمكانية زراعة المناطق القاحلة الصحراوية بالأشجار الملائمة لهذه المناطق ذلك بغرس الشتلات في قاع بئر أو خرق عمقه متران، حيث تمتص الشتلة الرطوبة وتعيش دون خطر، ومع التجاوب الجيد لهذه الفكرة بزرع أكثر من خمسين شتلة كلها نجحت الأمل ان تعمم هذه التجارب، فالوطن بحاجة ماسة لهذه الأفكار وتنفيذها.. تمتص الأشجار الماء والغذاء من جذورها.. وتأخذ طاقة الشمس لغرض تحليل الماء لتركيب مكونات جسمها وإنتاجها.. ثم تلفظ البخار الزائد من أوراقها.. في عملية النتح باستمرار.. وعليه فبالامكان جمع بخار النتح وتكثيفه للحصول على ماء يساعد في سقيا الشجرة نفسها أو إنماء شجيرات أخرى جذورها قصيرة عن بلوغ امتصاص الماء البعيد علماً بأن هذا الماء عديم الأملاح والشوائب فلكل شجرة جهاز تحلية محكم ذلك من آيات الله سبحانه. في يوم شديد الحرارة أخذت أحد أغصان شجرة الزيتون. وأدخلت مسافة الطرف بأوراقها الخضراء وأدخلتها في كيس نايلون شفاف وأغلقت فتحة الكيس العليا قليلاً حتى يسمح بدخول الهواء ثم ربطت الغصن حتى يكون طرفه نازلاً للأسفل وتركته حتى المساء عدة ساعات.. والنتيجة تجمع في قاع الكيس ماء ملون أصفر يملأ كأساً بقدر حجم عبوات الماء البلاستيك التي تباع في الأسواق. هناك أشجار صحراوية تقاوم الجفاف (كالنيم) في السودان وأشجار تعيش على الماء المالح (كالقرم) في عمان وأشجار كثيرة الأنواع نشيطة تمتد جذورها في الأعماق مسافات بعيدة، ومن ذلك أشجار (كوني كارفس) دائمة الخضرة انتشرت في شوارع المدن والبيوت والاستراحات.. فيمكن لخط من هذه الأشجار سقيا خط آخر من الخضروات والأزهار في بيوت محمية قريبة.. وكذلك يمكن لأشجار القرم الباسقة وسط ماء الساحل المالح ان تسقي هذه الشجيرات الممتدة قربها على اليابسة.. ويمكن ان تتعاون شجرة الزيتون وشجرة أخرى في هذه السقيا ولا حدود لزيادة عدد أكياس التكاثف في كل شجرة. وان يرسل الماء في أنابيب بلاستيك طرية أطرافها مدفونة داخل أرض الشجرة الأخرى حتى لا يتبخر الماء من حرارة الشمس.. سيجد المزارعون فرصة طيبة في تنفيذ هذه الفكرة وتطويرها وتعديلها في مجالات أخرى.