"الرضاوة".. عادة اجتماعية لتعويض "الزوجة الزعلانة" بمبلغ مادي أو هدية قيمة، أو مفاجأة سعيدة، أو "كلام معسول"؛ وتقدم في حالة اخطأ الزوج في حق زوجته بضرب مبرح أو شتم لاذع أو تزوج بزوجة أخرى.. وتتفاوت "الرضاوة" بين الرجال بحسب مستوى دخلهم المادي، ف"الرجل الطفران" غالباً ليس لديه ما يقدمه سوى الكلام، والوعود، وتحريك عاطفة المرأة ب"كلمتين وابتسامة"، وربما أقرب "مطعم وجبات سريعة"، و"دورتين" في الشارع، وذلك بعكس "الرجل الكاش" الذي يتعدد في تقديم رضاواته ما بين المال والذهب والألماس والسفر إلى الخارج وجوال البلاك بيري "بيبي" وجهاز "لاب توب".. ولكن هل هذا التعويض كفيل برد الكرامة؟، وهل المبالغة فيه كفيلة بردع الزوج عن ممارساته السابقة؟، وهل يحق لولي الزوجة التعسف في طلب "الرضاوة" في حال كانت المشكلة بسيطة؟.. "الرضاوة" والكرامة! يقول جميل الحويطي إن "الرضاوة" تكون ايجابية إذا كان الخلاف بين الزوجين بسيطاً في الغالب، مثل العنف اللفظي من الشتم أو الضرب بدون مبرر، أما إذا كانت الخلافات أكبر فاعتقد أن "الرضاوة" لا تخدم الزوجة، بل يحتاج الأمر لتدخل الأقارب للإصلاح، مؤكداً على أن الزوجة تبحث عن استرداد كرامتها بالمال، وهنا يكون الاختلاف في الدوافع، ومن ذلك أنها تريد إيقاف تسلط زوجها بواسطة المال لعدم تكرار سلوكه مستقبلاً، أو أن الزوجة تريد أن تعكس جانباً من شخصيتها أمام الآخرين، وتحديداً بني جنسها، حيث ربما يصل الأمر إلى استغلال "الرضاوة" كحالة من المباهاة والغرور لتبين للآخرين محبة وتقدير زوجها لها؛ رغم أنها قد تعرضت قبل مدة للإهانة منه!!. وأشار إلى أن "الرضاوة" تحولت إلى تجارة لدى البعض؛ فلا يكفي أن الزوجة تطلب، بل ربما أخوها وأبوها وأمها، وهكذا، والحجة هي ردع الزوج عن تكرار فعلته بينما الحقيقة هي الطمع بالمال!. فيما تحدث عبدالله عبدالرحمن الشهري، وقال: إن "الرضاوة" هي وسيلة لإرضاخ الزوج، كما تعد عقاباً له، ولا اعتقد بأنها ترد الكرامة للزوجة أو تعيد حقوقها، مشيراً إلى أن المبالغة فيها تزيد الأمور سوءاً، لأن الهدف السامي للزوجين هو بناء الأسرة على أسس من المحبة والاحترام؛ والمشاكل موجودة في كل بيت؛ لكن الزوجان المتحابان هما من يحلان تلك المشاكل بصمت بعيداً عن تدخل الغير أو تحريض جهة معينة، فالزوجة الصالحة هي من تلتمس العذر للزوج عند قيامه بشي يغضبها، فالمال يذهب لكن المحبة وكيان الأسرة يبقى، ف"الرضاوة" في نظري هي تجارة وليست تعويضاً عن كرامة مفقودة.. تلطيف العلاقة وقالت نهاية الاسمري إن هذا التعويض غير كفيل برد الكرامة للمرأة، لأن كرامتها لم تضع بسبب هذا المال فكيف يمكن لأي مبلغ رد هذه الكرامة؟، مشيرة إلى أن "الرضاوة" هي تلطيف العلاقة المتوترة بين الزوجين، ووسيلة إرضاء لها فقط أو تقديم الاعتذار من الزوج عن طريق تقديم الهدية أو السفر إلى مكان ما أو تحقيق أي طلب للزوجة كانت تطالب به، وهناك الكثير من الزوجات من ترضى وتوافق على هذا المبلغ لتسير حياتها الزوجية ولا تفقد أسرتها الأمان ويبقى جرح كرامتها ينزف!. وتضيف بأن دفع الزوج لهذا المال هو رادع له، وذلك لأن المال هو عصب الحياة ونحن في زمن متطلباته كثيرة وباهظة الثمن وكل زوجة تحاول أن تبني حياتها ومستقبلها، فإذا دفع الزوج أكثر من مرة مبالغ كبيرة فانه سوف يتوقف عن إيذاء زوجته وإغضابها؛ وقد يلجأ إلى الخروج من المنزل لفترة طويلة حتى لا يتصادم معها؛ وخاصة إذا كان من النوع العصبي المتهور. وأشارت إلى أنه لا يحق لولي الزوجة التشدد في طلب "الرضاوة"، وخصوصاً إذا كان الخلاف بسيطاً، لأننا إذا تمسكنا بتوافه الأمور وجعلناها معقدة سوف يصعب حلها والحياة مستمرة ولا تخلو من المشاكل، ويمكن إذا أصر ولي الزوجة على دفع مبلغ معين في مشكلة بسيطة أن يقوم الزوج بطلاق زوجته ويتركها في بيت الولي، وبذلك يكون قد خسر كل شيء فابنته مطلقة ولم يحصل على المال الذي طلبه. حل موقت! فيما تشير "أم فيصل" إلى أن التعويض المادي يرد ولو جانباً يسيراً من كرامة المرأة؛ خاصة إذا كان الزوج قد تندم على فعلته. وقالت إن الزوج مهما دفع من مبالغ وشاءت الظروف أن يغضب زوجته فلن يردعه عن ذلك ما يدفعه من مال، بقدر ما يرغب في تحقيق شخصيته ونفوذه على الزوجة، مؤكدة على أنه لا يحق لولي الزوجة أن يتعسف في طلب المال من الزوج، كما أن بعض الزوجات قد ترضى بدون مال، وذلك في سبيل مصلحة أبنائها واستقرار بيتها. وقالت آمنة الكرشمي إن "الرضاوة" حل موقت لاحتواء مشاعر المرأة، و"تسكيتها بكلمتين" وهدية، ويبقى الزوج على سلوكه دون تغيير..!. فيما قالت "أم عبدالعزيز الحكمي" ان هذا التعويض لا يرد للمرأة كرامتها ولا يعوض مشاعرها المفقودة؛ فالزوجة لو تريد مالاً لاستغنت به من قبل أن تتزوج، ولكنها تريد رجلاً شهماً يشاركها حياتها، كما انه لو زاد المبلغ أو نقص فهو لن يردع الزوج، فالرادع الوحيد هو مقدار حب الزوج لزوجته وحفظه لكرامتها وخوفه على مشاعرها.