يتداول من «يبربرون» عن التعدد، ويبررون له برسالة عن فوائد تعدد الزوجات في ختامها ما زعم مؤلفها بأنه حديث بلغة الأرقام جاء فيه أن عدد أيام السنة 360 يوماً، ثم الحسبة «الرجالية» الآتية: للمرأة 5 أيام من كل شهر خارج «الإرادة الجنسية»، إذاً 5 × 12 = 60 يوماً. «الأخ المؤلف ينجب طفلاً كل عام»، للمرأة 40 يوماً، فترة نقاهة ونفاس بعد الولادة، للمرأة 15 يوماً من السنة، إجازة صيفية عند أهلها للمتشدد، «هذا المتشدد يعني ترى مؤلف الرسالة غير متشدد»، للمرأة 30 يوماً من السنة تسهر مع الأطفال، رضاعة أو حرارة مرتفعة واختبارات وواجبات منزلية، للمرأة 30 يوماً من السنة في خصام مع زوجها، أو مريضة أو «ما لها خلق تكلم أحداً»، للمرأة 2 يوماً من السنة، منوّمة في المستشفى مع أحد أطفالها. مجموع الأيام 177 يوماً، إذاً عدد الأيام المستفاد منها 183 يوماً، فتصبح القدرة التشغيلية للمرأة 50,8 في المئة. ويستنتج المؤلف العظيم من هذه الحسبة البسيطة أن المرأة نصف السنة خارج «.....»، يعني الزوج «عزابي» نصف حياته الزوجية، وبالتالي يجب عليه تعويض هذا النقص بالمرأة الثانية، حتى تصبح النسبة 100 في المئة، وليس مطلوباً من المرأة الثانية أكثر من 50 في المئة، حتى تسد نقص الأولى. وفي بقية الرسالة كلام أسوأ من المصطلحات التي استخدمها المؤلف «غير المتشدد»، تستطيعون تخمينها من بداياته ومن استخدام كلمات، مثل القدرة التشغيلية التي توصف بها الآلات، وليس البشر والأحاسيس. السؤال «غير البريء» الذي أتمنى طرحه على مخترع الرسالة الكريم ماذا لو كانت القدرة التشغيلية للرجل - على حد تعبيرك - لا تغطي ربع العام أو ثلثه أو نصفه، فكيف تعوّض زوجته النقص؟ قد يبدو السؤال جارحاً، ولكن التعاطي مع موضوع التعدد عند بعض الرجال «يشطح» إلى جوانب توضح مدى رجولتهم! الرجال الحقيقيون عندما يعقدون نية الزواج، يباشرون بإبلاغ زوجاتهم كرجال، وغالباً ما يبدأون حديثهم بالقول: «أنا نويت أعرس»، أو «أنا نويت أناسب آل فلان» بكل وضوح وصدق وعفوية، سواء كانت الزوجة كبيرة أو صغيرة، قادرة أو عاجزة، وهم لديهم عرف قديم اسمه «الرضاوة»، وغالباً ما يسألون زوجاتهم «وش يرضيك؟»، وهي تبدأ من مبلغ نقدي ولا تنتهي إلا عند القصور، وعظيم الثروات بالنسبة للقادرين، في تصرف ينم عن فهم طبيعة المرأة، التي لا تحبذ أن يشاركها أحد زوجها. العيب ليس في التعدد، ولكنه بالتأكيد في كثير من المعددين «التالين»، الذين يفقدون جزءاً من رجولتهم في مقابل ما يعتقدون أنه إثبات لها. [email protected]