ألزموني بتصوير العراة فصرفت النظر عن الماجستير والدكتوراه هدى بن موسى، تشكيلية ليبية، تقيم في الظهران، موهوبة بالفطرة، درست الفن التشكيلي بكل مدارسه وخاضت تجارب عديدة في كل مدرسة مما أهلها لتكون رقماً فنياً، إقامتها في كندا وزياراتها للمعارض والمتاحف والاطلاع على تجارب الآخرين والدراسة والتغذية البصرية صقلت مواهبها وقدرتها على التعبير أكثر..التقينا بها وعن معرضها الشخصي: (تعابير الفسيفساء) الذي أقامته في الخبر مؤخراً، ومشوارها الفني حدثتنا في هذا الحوار: * كيف بدأت علاقتك بالفن التشكيلي ؟ درست الفن التشكيلي في جامعة ليبيا، وعملت معيدة في كلية الفنون الجميلة، وبعدها تلقيت مجموعة من الدورات المكثفة في التصوير والرسم في كندا أثناء إقامتي فيها لمدة ست سنوات. درست الفن بكل مدارسه وخضت تجارب عديدة في كل مدرسة وكسائر الفنانين وجدت نفسي منجذبة نحو اتجاه معين في الفن، وكثيرا ما يقال إنني متأثرة بالمدرسة الانطباعية، فيما أنا أحب التغيير وتجربة كل شيء بحسب البيئة التي أتواجد فيها . * الغربة ما الذي أضافته إلى موهبتك الفنية ؟ أنا موهوبة بالفطرة وحياتي بكل مراحلها منذ الطفولة وحتى بعد الجامعة لها خبراتها المختزنة في إحساسي وذاكرتي، وحينما سافرت إلى كندا كنت معيدة في كلية الفنون الجميلة غير أن الطبيعة هناك وكثرة زيارة المعارض والمتاحف والاطلاع على تجارب الآخرين والدراسة والتغذية البصرية المكثفة كانت أسباباً قوية لتنمية موهبتي وقدرتي على التعبير أكثر. * كيف أثرت البيئة على أعمال الفنانة هدى بن موسى ؟ أعمالي تتأثر بالبيئة والجو والمكان والناس وتنعكس على نفسيتي وأسلوبي، فمثلا هنا في السعودية أجد الحياة حميمة بدفء العلاقات، فالناس هنا ودودين إضافة إلى تقارب العادات والتقاليد بين السعودية وليبيا، كل ذلك يحفزني على استخدام الألوان الحارة والدافئة: الأحمر والبرتقالي ومشتقاتها، أما في كندا فمعظم أعمالي تجدينها بالألوان الباردة: الأزرق والأخضر ومشتقاتها لطبيعة الجو والحياة والغربة . ابنة الفنانة هدى التي حرصت على تزيينها بالتراث الليبي خلال المعرض * متى تأتيك الأفكار ؟ وكيف تنفذينها ؟ أحب ترجمة إحساسي وأفكاري وتجاربي وتجسيدها في أعمالي ، والأفكار تأتي حسب الحالة والوضع الذي ينتابني وهي كلها إيحاءات خاصة بي ، فأنا أميل للتغيير ولا أحب الطريق الواحد ، لذلك تجديني أحب الزخم في الألوان وقوتها، وأفضل الألوان الزيتية وأكثر من استخدام السكين في ( السكتشر ) ( مكس ميديا ) ( أبستراك ) . ولي طريقتي في مزج الألوان للخروج (بتونات) فريدة ليس لها قاعدة ثابتة أتبعها إنما قاعدتي هي اللعب بالألوان لدرجة لا أستخدم معها اللون الأسود مطلقا واستعيض عنه بمزج الأخضر الداكن والكحلي. * لم لم تحاولي نقل الثقافة العربية عبر أعمالك إلى كندا والعكس ؟ ليقيني بأن الأعمال يجب أن تحاكي طبيعتها في بلدها وداخل بيئتها ، لأن الناس يتذوقون الأعمال التي تعكس بيئتهم ويتآلفون معها أكثر من بيئة غيرهم، وهذا من اعمال الفنانة هدى يتوقف على طبيعة المتذوق واتجاهاته . * ( تعابير الفسيفساء ) هو معرضك الأول في السعودية.. كيف وجدتِ تقبل الناس لأعمالك مقارنة بكندا ؟ سبق لي المشاركة في سبعة معارض في كندا وأعجبت بحب الناس وتقديرهم للفن بشكل كبير، وهنا في السعودية حظي معرضي الأول بإقبال جميل ومرض، ومحبو الفن ومتذوقوه كثر ولاحظت أن الأجانب في السعودية يحبون اللون والدفء العربي. * ما اللوحة التي لم تكتمل في أعمال الفنانة هدى بن موسى ؟ أعتبر كل لوحاتي لم تكتمل بعد، ولو وضعت أياً منها أمامي لوجدتها في حاجة للمزيد من اللمسات، وأظل أغير فيها مرة بعد مرة، وهذا يتوقف على الحالة النفسية والمزاجية التي تعتريني. * هل راودتك فكرة دراسة الماجستير والدكتوراه في الفن التشكيلي في كندا ؟ بالتأكيد؛ كنت أتمنى ذلك وبقوة ولكن تخصصي هو الرسم والتصوير بمعنى تصوير أجزاء الجسم ( وليس التصوير الفوتوغرافي ) و في كندا يلزمونك في كل المعاهد والجامعات برسم أجساد العراة وتصويرها، تماما مثل دراسة علم التشريح وهذا ما منعني، فقلت من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .. وأنا سعيدة بما أنجزت والحمد لله .