أبي الحبيب أردت أن أقول بضعة كلمات لإخواني الذين فقدوا آباءهم وهم يقومون بأداء واجبهم المقدس على حدود وطننا الغالي كما قمت أنت وزملاؤك بواجبكم داخل جنباته.. نعم هم إخواني وأخواتي فدماء آبائنا سقت هذه الأرض العظيمة واختلطت.. وأرواحهم الطاهرة تتعانق بإذن الله عند مليك مقتدر.. أقول لهم.. أخوتي.. آباؤنا لم يموتوا فذكرهم الطيب سيظل يعطر مجالسنا كالبخور.. آباؤنا لم يموتوا ففعلهم الشجاع نيشان فخر وعز يزين صدورنا.. آباؤنا لم يموتوا فقد لبوا نداء الوطن وجعلوا أجسادهم الطاهرة سياجا أمام المعتدين ولذلك نحن نرفل بنعيم الطمأنينة والأمن وهذا ماكانوا يسعون إليه.. آباؤنا يا إخوتي ليسوا ككل الآباء.. لم يسعوا لكي يوفروا لنا سكنا وسقفا بل جاهدوا ليهيئوا لنا وطنا وأمنا.. آباؤنا ودعونا.. تركونا ليس قلة محبة أو رخصا.. بنا بل لأن لا شيء يضاهي قيمة هذا الوطن في قلوبهم.. آباؤنا رجال ظهر معدنهم وقت الشدائد.. وقفوا كالطود الشامخ أمام المعتدين وضحوا بأنفسهم.. امتطوا الهمة والشجاعة، وتسلحوا بحب الله ثم المليك ثم الوطن.. آباؤنا رجال أبت أن ترتاح أجسادهم الا بعد أن ودعت أرواحهم.. وطنيتهم غلبت على أنانيتهم فأي فخر أعظم من أن نكون أبناء لهؤلاء الآباء.. أبي الحبيب رغم سنواتي العشر أعدك.. لن يضيع دمك ودم زملائك الغالي هباء... أنا يا أبي وجميع إخواني من أبناء الشهداء بكافة الفروع العسكرية سوف نكمل المشوار.. سوف نكون خير خلف لخير سلف.. سنحمل أرواحنا على أكفنا ونقف بها أمام كل من أراد بهذا البلد الأمين سوءا.. لن أخشى على نفسي من الموت لان من مات دون أمنه فهو شهيد ولن أخاف على من تركتهم بعدي من أهل أو أبناء لأننا بعدك يا أبي لم نضيع ولم نترك.. بل احتضنا يا أبي من قادة بلدنا الغالي وعلى رأسهم مليكنا الغالي وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.. الذين سخروا كافة الإمكانات لكي يملأوا فراغ فقدك.. أبي الحبيب اعلم كم كان ليسعدك أن تسمع مني ما أقوله الآن؟ وكم كنت أتمنى أني أمامك أتباهى بحبي لوطني الغالي وارى عينيك تلتمع فرحا وفخرا بحسن تربيتك لأبنك، وأنه يردد مبادئك التي عشت ومت عليها.. ولكن لعلمي انه لاسبيل لان تصلك رسالتي لذلك اصرخ بها للعالم كافة.. سأقول.. لست شاعرا انظم القوافي ولست بارعا في وزن القصيد.. ولكن أحب أن أقولها بكل فخر وارفع صوتي بالنشيد.. أنا ابن من رضع حب الوطن وارتوى به كل وريد.. أنا ابن من رأى وطنه دوما قويا شامخا كالحصن العتيد.. اقسم وأوفى فلبي النداء وقال دونك يا وطني نفسي والمزيد.. أنا من ذاق اليتم في سبيل الوطن.. ولكني لست وحيداً.. هب قادتنا نحوي واحتضنوني احتضان الأم لطفلها الوليد.. فأي فخر يا أبتي أبغيه وهل أكثر من هذا تراني أريد.. ليس اليتيم ما يشقيني ولالوعة حزني وأنا اراك عني بعيد.. بل غدر اللئام بوطني الحبيب وحرماننا العيش الرغيد.. سأظل أحبك ياوطني لآخر قطرة بدمي لأني أنا ابن الشهيد..