زغردي يا بني مالك أبنائك سطروا أروع الملاحم في الذود عن حياض الوطن فقدموا دماءهم رخيصة من أجل ترابك الطاهر , لم يهنأ لهم العيش والعدو يطمع في أرضك , استشهدوا مقبلين غير مدبرين , استشهدوا مهللين مكبرين , استشهدوا نصرة لله ولرسوله ثم للمليك والوطن . دماء الشهيد حسن محمد يحيى العليلي المالكي الزكية روت تراب الخوبة لتبقى وسام فخر ووسام عز لأسرته وقبيلته . كان والد الشهيد الشيخ محمد يحيى العليلي المالكي يرسم ملامح الفخر على وجهه عندما علم باستشهاد فلذة كبده ورغم المشاعر الأبوية والألم بفقده إلا أنه كان يفتخر بهذا الوسام الذي ناله إبنه الشهيد حسن وقال : حسبي الله ونعم الوكيل وأنا راضي بقضاء الله وقدره وابني مات ميتة شريفة مات دفاعا عن أرض الحرمين من إعتداء هذه الشرذمة الفاسدة ' رحم الله ولدي وشفعه فينا ويكفيني فخرا هذه الشهادة والحمد لله قد خلف ولدا وسماه محمد له من العمر ثمانية أشهر وإن شاء الله يكون لبنة من لبنات الوطن التي تحميه ليكون على ركب أبيه الشهيد . وقد ذكر الشيخ محمد : أن الشهيد رحمه الله كان في خدمة الوطن فقد شارك في مهام الحج لهذا العام وبعد أن إنتهى من تلك المهمة رجع إلينا لمدة يومين وسلم علينا وودعني أنا وأمه وداع المفارق وطلب دعواتنا وكانت مشاعر الفخر والنصر على محياه لا تفارقه فودعنا لتلبية الواجب ولكن هذه المرة عن حياض الوطن في الحد الجنوبي الذي لقي ربه مقبلا غير مدبر , وأضاف أن والدة الشهيد تأثرت كثيرا بفقد ولدها ولكنها صابرة ومحتسبة أن ولدها مات موتة الشهداء وتفتخر بأن ولدها قدم دمه في سبيل حراسة هذا الوطن بمقدساته وحرماته . كما ذكر : أن الشهيد رحمه الله عمره خمسة وعشرون عاما التحق بالعسكرية قبل ستة أعوام وكان برتبة جندي واستشهد يوم الخميس 28 / 12 / 1430 ه رحمه الله وله سبعة إخوان أكبرهم يحيى وهو في الجبهة يدافع عن حياض الوطن بكل بسالة ولدي ثلاثة أبناء صغار وإن شاء الله سأقدمهم فداء لهذا الوطن الغالي . وترك الشهيد خلفه زوجته وطفله " محمد " الذي سماه باسمي ومات رحمه الله ولم يستطع أن يقيم لأسرته منزل وقضى حياته السابقة في بيوت مستأجرة وعليه ديون الزواج رحمه الله . أخ الشهيد " يحيى " كان في غاية الحزن على أخيه حسن ولكن في المقابل قال : الحمد لله على كل حال و" حسن " استشهد في ميدان الشرف وجميعنا فداء للوطن وسنظل نقدم أرواحنا في سبيل أمنه وحماية حدوده واستشهاد أخي " حسن " وسام فخر لنا جميعا ولن يزيدنا إلا إصرارا على الاستمرار في تطهير الحدود من المعتدين . فنسأل الله تعالى أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان ، وان يتقبله شهيدا عنده ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون )