كنت في رحلة عمل خارج المملكة وفجأة رن هاتفي لينقل لي خبر وفاة جاري العزيز ناصر العجمي والذي كان ولا يزال أخاً وحبيباً، كان وقع الخبر كالصاعقة نزلت علي فزلزلت كياني فأبت الكلمات إلا أن تبوح بمكنون الفؤاد لفراقه.. غربتي جرح حضوري أسى هذي حالتي صدمني الخبر.. فبكيت لفراقك بكى القلب بصمت دمعت العين بخجل فحضرت على عجل أرقب الباب أسترق السمع أبحث هنا وهناك أسمع صوتك فألتفت.. لأرى الغالي عبدالإله فأتوارى حزناً أتذكر وقفاتنا بباب المسجد خطواتنا سوياً ضحكاتنا السعيدة تبث لي همومك فكأنها همومي أواسيك وأنا من يحتاج المواساة الآن فقدتك جاراً صديقاً... بل أخاً عزيزاً كيف لا وأنت تبوح لي بمعاناتك أجاهد لأخفف عنك ولكن هيهات فجرحك غائر لم يتحمله قلبك الكبير لتأتي النهاية المؤلمة يهاتفونني لينعوك لم يدركوا بأنهم يغتالونني صدموني بالخبر... وأي خبر لم يعلموا بأنهم سيوأدون أخوتك في الثرى أدفن كبريائي بين كفوفي أخبئ حزني عن العيون أبحث عن ملاذ ولكن بلا جدوى فلا أجد سوى البكاء بصمت أبكيك بقلبي المكلوم أذرف دموعاً حارقة أخفي حزناً مؤلماً ودعتك الله سلمت أمري لله وفي لحظة ضعف بكيت بمرارة أراك عندما أرى عبدالإله أحادثه وأتخيلك ماثلاً أمامي حاولت أن أخفي ألمي أمامه ولكن هيهات لم أقدر أن أبوح له عن مقدار حزني لفراقك فأكتفيت بكلمات كلمات بلا معانٍ بل مشاعر كاذبة تخفي معاناتي سألته عن أحواله وأنا أعلمها أسرعت الخطى مبتعداً لأبكى بحرقة يا إلهي... ما أكرمك في هذه اللحظات وفي كل اللحظات لم أعد أملك شيئاً سوى الدعاء لك بالرحمة والمغفرة هذا أقل شيء أملكه نم قرير العين فما تركته من ذكرى طيبة وسمعة حسنة ستشفع لك عند الرحمن الكل يدعو لك بالرحمة اللهم أرحم أخي وحبيبي ناصر اللهم أخلف عليه داراً خيراً من داره اللهم وسع مدخله وأكرم نزله وأغسله بالماء والثلج والبرد اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة لقد غادرتنا وبقيت ذكراك الطيبة وابنك الحبيب عبدالإله هو ابنك وابني أن أوصيه فأوصيه بتقوى الله والبر بوالدته وأن يكون عوناً لإخواته وهو بإذن الله كما ربيته وعهدته وتركته عندما لقيته قاومت حزني لأعزيه فعجزت الكلمات أن تخرج فأكتفيت بقليل العبارات مقرونة بصمت قاتل قد يكون استوعبها على الرغم من صغر سنه شموخه عال... همته قوية وهذا هو ابن الرجال إن قدر لي أن أناجيه فأقول له: أي بني.. لاتحزن إن مات والدك فأنت الأمل ليكن والدك بشموخه وكبريائه بعزته وكرمه مثالاً ونبراساً لك أما زوجتك وبناتك فهن أخوات وبنات الرجال نِعم النساء هن... خير البنات هن لن أعزيهن أو أواسيهن فذكراك فخرهن وعزهن نِعم النساء هن سأبقى على ذكرى الحبيب سأذكرك في المسجد والشارع سأقف في كل مكان وقفناه معاً لأناجيك وأضاحكك إن بكاك القلب ودمعت لفراقك العيون فمن محبة وتقدير فلك من الله الرحمة والمغفرة محبك وأخوك - الرياض