مات سيدي ووالدي سلطان الخير فيالها من صدمة ... مات ابو خالد فشعرت ان كل أبواب الطيبة أغلقت ... مات أستاذ الإبتسامة والنبل والكرم فمن سيعوضنا غيابك ياسيدي ... مات سلطان الإنسانية فمن يواسيني ... مات سلطان العطاء فشعرت ان للحزن ليلآ طويلا ... مات سلطان بن عبد العزيز فمن يشاركني هذا السواد الحالك ... في خيمة حزني يسكن الألم فمن يعزي من ... تصفعنا الأيام يوما بعد آخر بفقدان عزيز ولا أملك إلا أن أقول عفوك يا الله ورحمتك يا رحيم .... الموت حق ولا تثريب في ذلك لكن الحزن أعمق من أن تضمده أو تعالجه عبارات مواساة ... خطف الموت الرجل الثاني والعضد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين فجاء الحزن هذه الوهلة أثقل من أن أحمله أو أتحمله... بكيته بحرقة وحزنت عليه بألم فهل أخفي مشاعري ... كنت في قمة تعبي أذكره وأتذكره وأقول عنه وله ما يقوله الابن لأبيه والتلميذ لمعلمه والحبيب لحبيبه والوطن لوطنه ... ماذا تريدون أن أكتب هل أكتب عن صدقه ووضوحه وكرمه أم عن إنسانيته التي لو وزعت على وطن لكفته... لست هنا بصدد تعداد مآثر ومناقب والدي سلطان الخير بقدر ما أتحدث عن حزني وعن حزن الوطن ... حزن سأتقاسمه مع أبنائه وإخوته ومحبيه بل ومع وطني ... أبكيه بدموع ساخنة .. أرثيه بعبارات مكلومة .. احاول ان اجمع شتات الحروف .. في يوم الرحيل ... ولي العهد مات خبر وصلني الصباح ولم أع وأستوعب حقيقته إلا في المساء لكنني في النهاية قلت إنا لله وإنا إليه لراجعون... إن قلت فقيد وطن فهو كذلك وإن قلت فقيد أسرة فهو كذلك وإن قلت إنه فقيد أمة فهو كذلك. إنه القدر .. ولا راد لقضاء الله وقدره فمن يساعدني على أن أوقف هذا النزف .. نزف قلب ونزف مشاعر ونزف عين ونزف وطن ... غيب الموت سلطان بن عبد العزيز فضاقت العبارات والمساحات أمامي... ياه .. ما أصعب الحزن .. وما أشد لحظات الفراق... أحسن الله عزاءك ياخادم الحرمين ... وأحسن الله عزاكم جميعآ ... اللهم ارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ...