*نجحت طيران الامارات في فترة قياسية بكسب حصة كبيرة من سوق الطيران على المستوى العالمي فما هي الاستراتيجيات التي اتخذتها حتى وصلت الى ماوصلت اليه ؟ - هناك نقطة تخفى على كثير من الناس , وللأسف عندما يأتي الحديث عن طيران الامارات تسمع مباشرة مقولة دعم حكومي .. وأنا أوضح هنا أن طيران الإمارات لم تحظ بدعم حكومي سوى مرة واحدة فقط وهذا عند تأسيسها بمبلغ عشرين مليون درهم في 1985م , وأوضحت الحكومة حينها أنها لن تقدم أي دعما إضافيا بعد ذلك .. ومن يومها الى الآن لم نحصل على دعم أو مساعدة حكومية نهائيا,كما أضيف أن موقع دبي الاستراتيجي ساعدنا كثيرا في تطوير الشركة ونجاحها كون هذه المنطقة تعتبر حلقة وصل بين الشرق والغرب , إضافة للبنى التحتية الضخمة التي تحظى بها الامارة من مطار وموانئ , وكان لدينا تحدي كبير بأن نصبح الشركة الأولى على المستوى العالمي ولذلك سعينا أولا لتطوير مطاراتنا ومن ثم نتوسع عبر أسطول تقني وفني وزيادة عدد الطائرات والقوى البشرية واستقطبنا قدرات بشرية كبيرة وزجينا بهم مع المواطنين ,والحمدلله نجحنا بهذه الاستراتيجية ولازلنا نسير عليها ولسنا بحاجة لأي دعم. أحمد هاشم خوري *قالت " اياتا " في تقرير لها منتصف العام المنصرم إنها تتوقع خسائر تسجلها شركات الطيران العالمية تتجاوز الخمسة مليارات دولار عن عام 2009 وإنها مقبلة على خسائر إضافية تبلغ 2.5 مليار دولار, كما أشارت وكالات الأنباء لخسائر متلاحقة في القطاع في الأشهر الماضية وتتوقع تدهورا مستقبلياً , فما هي رؤيتكم كناقل عالمي حول صحة هذه التوقعات ؟ -شكلت الأشهر التي تلت اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية اختباراً حقيقياً لمدى جديتنا وعزيمتنا، وعلى عكس الناقلات الأخرى، فإن طيران الإمارات لم تلجأ إلى تقليص منتجاتها وخدماتها، وواصلت بدلاً من ذلك الاستثمار في تطويرها، كما اعتمدت على مواردها البشرية في تطوير وسائل ومناهج عمل مبتكرة لضبط التكاليف وتحسين الإنتاجية والكفاءة وتحقيق الاستخدام الرشيد للموارد المتاحة ووضع استراتيجيات جديدة لإدارة العمليات. وقد شكل أداؤنا خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية شهادة على صلابة الأسس التي نعمل وفقها والمرونة التي نتمتع بها للتكيف مع الأوضاع الصعبة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، حيث حققت طيران الإمارات أرباحاً صافية قدرها 752 مليون درهم (205 ملايين دولار أميركي) عن الأشهر الستة الأولى من السنة المالية المنصرمة 2009/ 2010. ويشكل ذلك نمواً بنسبة 165% مقارنة بالأرباح الصافية خلال النصف الأول من السنة المالية 2008م التي بلغت 284 مليون درهم (77 مليون دولار). *في وقت كانت الأزمة تلقي بظلالها على كافة القطاعات كنتم تحاولون عبر إعلانات دعائية ضخمة إبراز توسع الشركة وافتتاح محطات جديدة .. فهل هذا ناتج عن مخاوف حول حصتكم في السوق أم لاكتساب أسواق جديدة لم يكن لكم فرصة لدخولها لولا الأزمة؟ - بالنسبة لنا هناك شقان للأزمة ,فهناك الأزمة المالية العالمية وهناك أزمة دبي ..بالنسبة للأزمة العالمية الجميع تأثر بكافة القطاعات وجميع شركات الطيران , ولكن من استطاع أن يدير شركته بنجاح مستفيدا من خدماته ومنتجاته كما فعلت طيران الامارات فأعتقد أن تأثير الأزمة سيكون محدودا عليه, وبالنسبة لأزمة دبي فحصلت لمجموعة دبي العالمية وهي لا تخص طيران الامارات بأي حال من الأحوال وبإدارة مستقلة , ونحن رغم تأثر دبي ككل من هذه الأزمة ولكنها في النهاية تعتبر تأثيرات تحصل في أي مكان من العالم ولكن هذا لايعني أن نوقف توسعاتنا أو شراء طيارات جديدة,ونحن ولله الحمد شركة قوية وملائتنا المالية ساهمت بتجاوزنا للأزمة بسلاسة وسلام. *ما مدى تأثر قطاع السفر في المنطقة من جراء الأزمة المالية الراهنة برأيكم ؟ -هناك إجماع على أن 2009 دخل التاريخ بصفته عام الأزمة، إذ واجه العالم منذ نهاية العام 2008 سلسلة من التحديات التي طالت الدول والمؤسسات والشركات العاملة في مختلف القطاعات. وعلى الرغم من أن الصورة لا تزال غير واضحة بالنسبة للاقتصاديات العالمية إلا أن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن العالم في طريقه إلى الانتعاش مجدداً، ناهيك عن أن دول المنطقة كانت أقل تضرراً من بقية مناطق العالم. وواصلت طيران الإمارات خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية 2009/ 2010 تحقيق نمو قوي في أعمالها، سواءً من حيث السعة المتاحة أم حركة الركاب والشحن مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية، حيث نقلت خلال النصف الأول للسنة المالية الجارية أكثر من 13 مليون راكب وما يزيد عن 700 ألف طن من الشحن، كما ساعدت الشركات الأخرى التي تعمل عبر مطار دبي الدولي على تنمية عملياتها وعائداتها. *مع الارتفاع الكبير في أسعار النفط العام الماضي شرعت خطوط الطيران في رفع الأسعار بشكل متلاحق وسريع , ولكن في ذات الوقت لم نشهد التجاوب السريع من الشركات في خفض الأسعار بعد الهبوط الحاد في أسعار النفط سوى لمحطات معينة وبأوقات معينة! - لقد شكلت الأشهر التسعة الأولى من العام المنصرم فترة عصيبة للغاية لصناعة الطيران العالمية، بعد أن أجبرت أسعار الوقود التي بلغت مستويات قياسية العديد من الناقلات الجوية على وقف أو تقليص عملياتها أو الاندماج. وقد بذلنا جهوداً مضنية للتعامل مع تأثيرات ارتفاع أسعار الوقود على تكاليف التشغيل، في الوقت الذي واصلنا تنمية عملياتنا وتوفير منتجات وخدمات متفوقة لعملائنا.ولقد تمكنا بالفعل نتيجة لانخفاض أسعار الوقود في الأشهر الماضية، من إجراء سلسلة من التعديلات على أسعار تذاكرنا على جميع درجات السفر، تفاوتت نسب تخفيضها من سوق إلى أخرى نظراً لارتباطها بعوامل مختلفة بما فيها العرض والطلب المرتبطة بالمواسم في كل سوق على حدة. وأود أن أشير أن أسعار تذاكر طيران الإمارات تخضع للمراجعة المتواصلة للعمل على توفير أفضل الأسعار لعملائنا مع المحافظة على هامش أرباح يتيح لنا الاستمرار في تطوير وتنمية خدماتنا وعملياتنا وتحسين منتجاتنا.ويواصل عملاؤنا السفر مع طيران الإمارات ليس بسبب أسعار تذاكرنا التنافسية فحسب وإنما بفضل شبكة خطوطنا الواسعة، ورحلات الربط الملائمة، وجودة خدماتنا المقدمة للعملاء على الأرض وفي الأجواء. *تسعى " طيران الإمارات " لتجديد أسطولها والتوسع بشكل كبير حسب ما أعلن في العام الماضي , هل مازالت خططكم كما كانت عليه العام الماضي مع ما يلف العالم من ضبابية حول مستقبل الكثير من القطاعات؟ - كما أشرت سابقاً، واصلت طيران الإمارات التركيز على إستراتيجيتها المستقبلية على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي، كما واصلت الاستثمار في توسيع أسطولها من الطائرات الحديثة ذات الكفاءة البيئية العالية وفي تعزيز شبكة خطوطها العالمية وتدعيم البنية الأساسية لعملياتها المتنامية. وكانت طيران الإمارات قد تسلمت خلال الأشهر الستة الأولى من السنة المالية المنصرمة 2009/ 2010 ثماني طائرات جديدة، ومن المقرر أن ينضم إلى الأسطول 10 طائرات أخرى قبل نهاية السنة المالية الجارية في 31 مارس (آذار) 2010، بما في ذلك طرازي الإيرباص 380 وبوينج 777. احمد خوري في حديثه للزميل العبدالكريم *بعد الانخفاض في الأسعار لا زالت الشركات تحقق أرباحا جيدة , ما جعل الراكب يشعر بالاستغلال من الشركات الناقلة كون الاسعار في السابق كانت باهظة ومبالغاً فيها بل وفجرت الكثير من التساؤلات حول أحقية الأسعار وعدالتها! - من الضروري لأي شركة تجارية أن تعمل على تحقيق هامش ربحية معين لها من أجل تغطية نفقاتها والاستمرار في تحديث وابتكار منتجات جديدة تساعدها على تقديم أفضل الخدمات وتحقيق عائد على الاستثمار للمالكين. *فلسفة " طيران الامارات " من خلال برامج العطلات هل وجدت النجاح المأمول ؟ - توفر الإمارات للعطلات، بصفتها ذراع تنظيم وتسويق البرامج السياحية الخارجية بالجملة في طيران الإمارات، خيارات واسعة لبرامج عطلات كاملة إلى أكثر من 120 وجهة في 31 دولة ضمن خمس قارات كما توفر خدمات المبيعات والدعم في كل أنحاء الخليج والشرق الأوسط، إضافة إلى عدد متزايد باستمرار من الأسواق في جنوب أوروبا وآسيا وأفريقيا. ومع نمو حجم أعمالها السنوي بمعدلات من رقمين، من حيث صافي الدخل وعدد العملاء، تؤكد الإمارات للعطلات باستمرار قدراتها المتميزة على تلبية المتطلبات المختلفة للمقيمين في الخليج، مع تمتعها بقاعدة متنامية من العملاء تتألف من المواطنين والمقيمين في المنطقة. *هل لمستم تغيرا في سلوك السائح مع المتغيرات العالمية الطارئة؟ - على الرغم من الأزمة المالية العالمية، لم يشهد القطاع السياحي أي تراجع ملموس بل على العكس شهدت أشهر الصيف الماضية نمواً ملحوظاً مقارنة بموسم العام الماضي. وسجلت طيران الإمارات داخل الدولة وعبر الشبكة نمواً متصاعداً منذ أبريل الماضي، وذلك بالتزامن مع تعزيز عملياتنا بإضافة مزيد من الرحلات إلى المحطات التي يكثر عليها الطلب، والعروض الترويجية المختلفة التي نوفرها لعملائنا. وكما يقول المثل العربي رب ضارة نافعة. فقد استفادت دول المنطقة وسجلت السياحة البينية نمواً ملحوظاً في الفترة الماضية، حيث أعاد الكثير من العائلات النظر في الخيارات السياحية ما جعل من مدن المنطقة، وفي طليعتها دبي، من الوجهات التي كثر عليها الطلب من عملائنا لقضاء الإجازات الصيفية. *من وجهة نظركم ما هو مستقبل شركات الطيران على المدى القريب والبعيد وهل تتوقعون خروج بعض المنافسين من الأسواق في ظل التنافسية الشديدة؟ - نعتبر المنافسة أمراً صحياً ومفيداً للصناعة، حيث تساهم في تطوير الخدمات، مما ينعكس بالفائدة على الركاب وعملاء الشحن. وقد تأسست طيران الإمارات ونمت في أجواء من المنافسة القوية مع أكثر من 120 ناقلة جوية عاملة في دبي من دون أي حماية أو دعم حكومي، وهذا ما دفع بالناقلة منذ البداية إلى توفير أفضل خدمات ومنتجات السفر في وجهات مختلفة ومتعددة حول العالم، والعمل على تطويرها وتعزيزها بصورة متواصلة بما يجعلها تقف بقوة في مواجهة الناقلات الأخرى. *بدأت تظهر في المنطقة شركات الطيران الاقتصادي فما هو مدى تأثر الناقلين الكبار في منافستهم لتلك الشركات الوليدة التي تحقق أفضل الأسعار لركابها وتواكب تطلعاتهم؟ - الطيران الاقتصادي منتج مختلف تماماً، وقد استطاع خلق فئة وسوق جديدة للسفر الجوي في المنطقة. وأود أن أؤكد إن وجود الطيران الاقتصادي في المنطقة له دور مهم في خدمة الركاب للتنقل إلى وجهات مختلفة وبالتالي تعزيز حركة السفر الجوي وخدمة اقتصاد الدولة. *لازالت شركات الطيران في دول المنطقة تثير القلق لدى عدد كبير من ركابها رغم مكانتها العالمية خشية تأخير الرحلات المتكرر والمعتاد ويصل في أحيان أخرى لإلغاء الرحلات , فكيف تستطيعون كسر هذا الحاجز النفسي؟ -يعتبر الالتزام بمواعيد الرحلات من العناصر التي تتميز بها طيران الإمارات عالمياُ، حيث قامت طيران الإمارات مؤخراً بتطبيق سياسة إغلاق بوابة الصعود إلى الطائرة قبل 15 دقيقة احتراماً وتقديراً لركابنا الذين يصلون في الوقت المحدد. وتسمح هذه السياسة بإقلاع الرحلات في أوقاتها، واستخدام الدقائق الخمس عشرة لإنزال أمتعة الركاب المتأخرين. ودائما ماننصح ركاب طيران الإمارات بالتواجد على كاونترات إنجاز إجراءات السفر قبل موعد إقلاع الرحلة بساعتين، والتواجد عند بوابة الصعود إلى الطائرة قبل 35 دقيقة من موعد انطلاقها. وأود أن أشير هنا في بعض الأحيان أن التأخير خارج عن إرادتنا (متعلق بالمطارات أو بجوانب فنية). *ماهي توقعاتكم للمواسم السياحية المقبلة الشتوية والصيفية في العام الحالي , خاصة بعد ما مر به العالم من أزمات وكوارث وبائية ؟ - نتوقع عودة الطلب على خدمات السفر والنقل الجوي إلى مسار النمو ثانيةً، حيث يشهد قطاع السفر مؤشرات تعاف لاستعادة وضع النمو في الفترة المقبلة. ونحن على ثقة من أن طيران الإمارات مؤهلة، وفي وضع ممتاز للتعامل مع ذيول هذه الأزمة التي عصفت بالاقتصاد العالمي. وسوف نواصل رسم مناهج عملنا وفقاً للإستراتيجية المقررة على المدى الطويل مع المحافظة على المرونة للاستفادة من الفرص وتجنب المخاطر.