(جموعُ فعَال الخير من كل جانب مع الحلم محمود الخلال مهيبُ) اللهم لا راد لقضائك، ولا معقب لأمرك.. قضيت أن يترحل شيخنا، وأن يمضي إلى رحاب رحمتك أكرم من عرفنا، الصالح كاسمه خلقاً وعملاً، غير المحدود عطاء المطلق وجهاً، ويداً، وسخاءً، وسماحة. فارقنا إلى جوار ربه شيخنا الشيخ صالح بن مطلق الحناكي الذي كلنا يعزي نفسه بفقده، ويشعر بعمق الحزن والأسى لوفاته.. فقد كان - يرحمه الله - في كل القلوب، وفي جميع النفوس، وذكره العطر في كل مجلس.. وفعله النبيل في كل موقع. سمعتُ عنه الكثير من الثناء قبل أن أشرف بلقياه.. فرأيت الكثير العظيم النبيل من السجايا حين التقيت به في كريم ضيافته بمدينة الرس، وليس كمثلها ضيافة، وليس كمثله مضياف. بأي عمل عظيم من فعالك أبدأ الرثاء.. وبأي نبيل من كثير خلالك أفيض بالأحزان.. تبكيك كل سماحة الفضلاء تنعيك أخلاق الهدى الوضاءِ حزنت عليك حوائج قضيتها للعالمين بهمة وسخاءِ كنت الملاذ لمن به ضيق ومن في الهم أمسى موجع الأحشاءِ كنت الضيافة واللقاء بشاشة كنت المروءة في سريع نداءِ هذي المرافق قد أقمت بناءها هذي المساجد في ثخين بكاءِ عنوان كل القادمين دليلهم والقاصدين الأهل دون عناءِ رأيتك الرجل الوقور.. لكن في تواضع يحتوي الجميع.. ومع قلة حديثك ومجمل أقوالك.. لست قليل العطاء، ولا مجمل الكرم.. عطاؤك للناس.. سخاؤك للأهل.. قيامك بالواجب الوطني الاجتماعي الخيري فوق كل الرجال والكرام. هذا هو المسجد العامر الفاخر الذي بنيته.. زينة المساجد في منطقة القصيم يشهد لك عند الله بالفضل والايمان والورع وتقوى الله وقصد فضله، وها أنت تلقاه راضياً مرضياً. وهذه هي مشاركاتك السخية في مشروعات التعليم التي يُجمع أبناء الرس على أهميتها ومنك يتعلمون مثالية الرجال الذين قل فيهم نظيرك، مع أنك كنت لا تحب الإطراء، وتخجل من قول الثناء. فارقنا الشيخ الكريم.. الذي قدم ليوم لقاء ربه العمل الكثير.. فها هي محاصيله الزراعية على اختلاف وكثرة أنواعها تُعبأ وتوزع في كافة المحافظات على الفقراء وذوي الاحتياج طعاماً طيباً - كما تطيب أطعمة موائده الواسعة الطيبة العامرة المستمرة المفتوحة للجميع طوال شهر رمضان، والتي يجتمع حولها الصائمون من كل الفئات وهو يقضي الشهر كاملاً مع الستة من شوال في الرحاب الطاهرة بالحرم المكي الشريف ومثلها تقام موائد في بلاد عديدة لأناس هم في أمس الحاجة إليها. كلنا يتقبل العزاء في أحسن، وأكرم، وأفضل الرجال.. صاحب البيت العامر المفتوح لاستقبال كل ضيوف وزوار الرس من كبار القوم.. فالجميع يعرف مكانه ومكانته ويُقدر بالشكر والثناء قدره واقتداره. رحم الله سجايا الكرام التي فقدت فيه خير أصحاب الفضل.. رحم الله فيه أنبل صور الرجال الأفذاذ حكمة، وفهماً، ووقاراً.. وحباً للناس، وعطاءً فوق صور العطاء في كل مواقع الخير. العزاء لمدينة الرس التي فقدت بفقده واحداً من أبرز رجالها وأكثرهم خيراً وبراً.. ولبست بوفاته ثوب الأسى والحزن. إن ما عاناه من آلام المرض هو رحمة من الله ومثوبة تضاف إلى جم ما له عند الله من كنوز الثواب. أقدم عزائي لكل من عرفه.. ودعاء بالصبر لأبنائه مطلق وإخوانه وأخواته وكل أحفاده.. وسائر من اتصل به ولمس فضله، والكل حزين بفقده.. مأسيّ بموته. ولكن دائماً نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون).