تبقى المرأة اجمل مخلوقات الله وايضا تبقى اكثر مخلوقات الله تناقضا في ذاتها وفي الرؤية نحوها.., الرجل يراها تارة الملاك الذي لا يمكن ان يعيش دونه وتارة يراها الشيطان الرجيم.. اليوم يتجاوز الاعلام في طرحه قضايا المرأة الحد المألوف سابقا.., لدرجة جعلت شابا يؤكد في احد ردوده ان الاعلام (صجنا) بالمرأة وتناسى بقية القضايا..؟؟ ويتفق معه البعض بأن الاعلام بالغ في طرح الهموم النسائية مهملا بذلك ايضا ما هو اهم..؟ السؤال من يحدد الاهمية وهو سؤال نسائي مشروع..؟؟ وبعيدا عن هذا وذاك ما يتم طرحه في الاعلام اليوم عن المرأة ليس سوى حقوق سلبت منها في الماضي بحجة واخرى واليوم تحاول المرأة بمساندة من الاعلام وخاصة الصحافة استعادة ما تم سلبه في غفلة من الجميع وخاصة علماء الشريعة الافاضل والاجهزة الحكومية, نعم هناك اختراق وهناك تجاوز من البعض وهناك وصاية من الاغلبية على المرأة سواء في المطالبة بتلك الحقوق او انكار تلك الحقوق.., ولكن المتابع يشاهد ان الاغلبية تتفق على تلك الحقوق وتختلف في العامل الزمني ولكل مبرراته.. بعيدا عن الاتفاق والاختلاف ارى ان الضجيج الحاصل الآن حول المرأة وحقوقها التي تريد ان تفعلها على ارض الواقع يعود لعوامل كثيرة بعضها يرتبط بالمرأة نفسها وبعضها يرتبط بالمجتمع وبعضها يعود لمتطلبات برامج التنمية وبعضها يعود لاتساع حرية الطرح الاعلامي ومنها ما يعود لفلسفة الوصاية الذكورية على المرأة والتي اعتاد الرجل ان يمارسها وان لم يكن البعض مؤهلا لها لان بعض هؤلاء ينادي بما لا يقبله على اسرته مما يعني ان وصايته مرفوضة ومرتكزه القيمي لا يؤهله لان يكون من ضمن ناشطي التغيير الاجتماعي والثقافي لان نواياه هنا محل تشكيك مما يعطينا حق رفضها.., نعم حين ينادي الرجل باحترام المرأة ومعاملتها كإنسان وهو يضربها فهو لا يمثل الا نفسه ومرفوض رأيه.., وحين تنادي المرأة بضرورة التوازن بين دورها كموظفة وام وزوجة، فيما هي تصر على العمل حتى ساعات الليل دون مراعاة لاحتياجات اسرتها فإنها ايضا لا تمثل الا نفسها ومرفوض رأيها.. واقعنا الآن بما فيه (الضجيج) الاعلامي حول المرأة يعتبر من افرازات التغير الاجتماعي والذي علينا ان نتعامل معه بواقعية في قبوله او مقاومته.., نعم ارتفاع معدل الطلاق احد مؤشراته وايضا تأخر الزواج عند الجنسين احد مؤشراته والمؤكد أن مطالبة المرأة بحقوقها من اقوى مؤشراته والعقلاء هم من يستوعبون التغير الاجتماعي ليس برفضه بل باحتوائه واخذ الايجابيات منه ورفض السلبيات على ان يكون ذلك وفق عمل مؤسسي يرتقي لأعلى مؤسسات القرار حتى لا تكون الفوضى أحد الحلول.