لايختلف أثنان من متذوقي ومتابعي الشعر الشعبي أن القصيدة الوافيه وكما يقال باللهجة الشعبية (المليانة) ترتكز في الأساس على الأضلاع الثلاثة كما هو معروف عند الضالعين في الشعر وبحوره وهي المعني والوزن والقافية وإذا نقص أي ضلع من هذه الأضلاع الثلاثة اختلت القصيدة وتجردت من اسمها كقصيدة أو شعر، وبإمكان المتلقي تسميتها بما يشاء من العبارات عدا ما ذكرت سابقاً أو كما يقول العامة (تصفيف حكي) وخلال اطلاعي ومتابعتي على بعض الشعراء في الأونة الأخيرة وخصوصاً الشباب منهم فقد افتقرت قصائدهم للمعنى وهو ضلع أساسي ومهم والمترجم والمعبر عن ما يلج في ذهن وخواطر الشعراء والمعني في القصيدة كالملح في الطعام لاغنى عنه في أي حال من الأحوال. وقد اهتم بعض شعراء الفضائيات في نظم أبيات حرصوا فيها على تركيب الوزن والقافية على حساب المعنى مستغلين بذلك عدم إلمام المشرفين والقائمين على هذه البرامج وحتى بعض مذيعي هذه القنوات وخصوصاً أخواتنا بنات حواء في فنون وطروق الشعر. فبعض شعراء الفضائيات ممن استفاد من ثورة الإعلام والاتصالات ومسابقات وجوائز القنوات التي لم تعرف ولاتهتم ولاحتى تحرص في برامجها سابقاً على القصيد وأهله إلا بعدما ظهرت السيدة (sms) فهذه المذكورة واخواتها من وسائط الاتصال جلبت لاصحاب هذه القنوات الأرباح الطائلة حتى أن ما صرف على هذه البرامج لايتجاوز 10٪ من الأرباح المكتسبة ولاننكر الفكر الاستثماري لهذا الجانب فهذا حق مشروع لأي قناة أو وسيلة إعلامية وفي الوقت نفسه لا نحبذ أن يكون هذا على حساب مورثنا الشعبي وخلط الغث بالسمين وإبراز اسماء شعراء منحتهم أعظم الألقاب وجعلتهم على هرم الشعر في المملكة والخليج ووصل الحال إلى أمير وزعيم وقائد وحامل رأية وهلم جرا من هذه الألقاب المجانية وأجزم وأؤكد أنه لدينا العشرات بل المئات من الشعراء الكبار جداً والمتعففين عن الظهور والإعلام وخصوصاً من كبار السن حتى أن بعضهم اشتهر على لسان الناس من جمال وعذوبة قصائدة وصارت بعض أبياتهم أمثلة وحكم يستخدمونها الناس. وهنا استثني بعض القنوات الشعرية المتخصصة والتي سعى في إنشائها وتأسيسها شعراء أفاضل لهم باع كبير في هذا المجال.