قضت محكمة فرنسية يوم الثلاثاء بإلزام ثلاث صحف فرنسية بدفع تعويض بقيمة تصل إلى 16 ألف يورو للمخرج الفرنسي البولندي الأصل ، رومان بولانسكي ، بسبب "انتهاك الحياة الخاصة" للمخرج الشهير. وذكرت إذاعة فرانس انفو أن عائلة المخرج بولانسكي طالبت في دعواها بتعويض قيمته 75 ألف يورو. كانت عائلة بولانسكي اختصمت في دعواها كلا من صحيفة لوجورنال دي ديمنش ومجلة فواسي وفي اس دي الأسبوعيتين حيث اعتبرت نشر هذه الصحف صورا لبولانسكي تتعلق بإفراج السلطات السويسرية عنه وبإقامته الجبرية بمنتجع جستاد بمثابة "انتهاك لحياته الخاصة". وكانت السلطات السويسرية اعتقلت بولانسكي بمدينة زيوريخ في أيلول/سبتمبر الماضي بتهمة اغتصاب فتاة قاصر في الولاياتالمتحدة قبل حوالي 32 عاما. وتطالب السلطات الأمريكية سويسرا بتسليم المخرج العالمي الذي اعترف باغتصاب الفتاة التي كانت في الثالثة عشر آنذاك (عام 1977) ، وهرب إلى فرنسا قبل صدور حكم قضائي بحقه. وأعلنت السلطات السويسرية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الإفراج عن بولانسكي ، لكنها ألزمته بالإقامة الجبرية ، حيث عمل على الانتهاء من فيلمه الجديد للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي المقبل. ويخضع بولانسكي للإقامة الجبرية في جستاد بسويسرا انتظارا للبت في تسليمه للسلطات القضائية في الولاياتالمتحدة. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن دعم التقارير الصحفية بالصور "أمر مباح من ناحية المبدأ" لكنها رأت أن الصور التي التقطت عن بعد لبولانسكي في مسكنه لدى وصوله ضيقت مساحة حركته بحرية. وكانت محكمة فرنسية أدانت الجمعة الماضية صحيفة لو باريزيان بسبب نشرها صورا لابن بولانسكي. يذكر أن مهرجان برلين السينمائي الدولي والذي ستنطلق فعالياته في الفترة بين 11 و21 من الشهر المقبل سيتضمن العرض الأول لأحدث أفلام بولانسكي "غوست رايتر" (الكاتب الشبح) وهو إنتاج ألماني بريطاني فرنسي مشترك ، بطولة بيرس بروسنان ، وكيم كاترل. وتدور أحداث الفيلم الذي كتب قصته الكاتب البريطاني روبرت هاريس ، حول أحد رؤساء الحكومة البريطانية السابقين اتهم بارتكاب جرائم حرب. يشار إلى أن بولانسكي فاز بلقب احسن مخرج عن فيلمه (عازف البيانو) من الأكاديمية البريطانية للسينما عام 2003 كما رشح في العام نفسه لجائزة الأوسكار لأحسن مخرج عن نفس الفيلم.