أعلن المرصد الجيولوجي الاميركي ان زلزالا بلغت قوته 6 درجات ضرب هايتي في وقت مبكر الاربعاء فيما وصلت عمليات البحث عن ناجين الى مرحلتها النهائية الاربعاء في بور او برنس حيث انتشرت القوات الاميركية للمساعدة في نقل المساعدات الانسانية، في حين تزداد حدة التوتر في العاصمة الهايتية المدمرة. وتعتبر فرق الانقاذ، التي هرعت الى هايتي من كافة اقطار العالم لمساعدة ضحايا الزلزال الذي ضرب الجزيرة في 12 كانون الثاني/يناير وخلف 75 الف قتيل، ان البقاء على قيد الحياة تحت الانقاض لاكثر من اسبوع اعجوبة. واعلن الجنرال دانيال الي معاون المسؤول عن العملية الاميركية في هايتي ان مرحلة البحث عن ناجين على وشك الانتهاء. ومساء الثلاثاء نجح فريق من منظمة "مسعفون بلا حدود" الفرنسية غير الحكومية ورجال اطفاء هايتيون ومسعفون اميركيون في اخراج الشابة هوتلين لوزانا (25 سنة) من تحت انقاض متجر كبير. واستمرت عملية الانقاذ تسع ساعات. وقال تييري سيردان المسؤول عن منظمة مسعفون بلا حدود لوكالة فرانس برس "انها في كامل وعيها وفي صحة جيدة"، رغم انها بقيت تحت الانقاض من دون شرب او اكل لاسبوع.وقال الطبيب الفرنسي نيكولا روي "لقد استمدينا منها جميعنا القوة لإخراجها بسرعة". ولحظة حدوث الزلزال في 12 كانون الثاني/يناير كانت اوتلين في شقتها الصغيرة الواقعة فوق متجر كبير. وتمكنت من البقاء على قيد الحياة لسبعة ايام بفضل الوضعية التي احتجزت فيها تحت الانقاض حيث كانت ممددة على الارض وقادرة على التنفس وعلى القيام ببضع حركات محدودة. ولكنها طيلة هذا الاسبوع لم تشرب او تأكل اي شيء على الاطلاق.وقال برونو بيسون وهو بدوره عامل انقاذ في فريق "منقذون بلا حدود" "لقد تمكنا من اخراج شخص على قيد الحياة بعد سبعة ايام (على الزلزال). انها معجزة". وبعد الظهر نجح رجال اطفاء مكسيكيون في اخراج امرأة في عقدها السابع من تحت انقاض كاتدرائية. واعلن مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية الاربعاء ان فرق الاغاثة الدولية انقذت حتى تاريخه حياة 121 شخصا تم انتشالهم من تحت انقاض المباني التي دمرها الزلزال الذي ضرب هايتي في 12 كانون الثاني/يناير. واوقع الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات وضرب جنوب غرب هايتي 75 الف قتيل و250 الف جريح وادى الى تشريد مليون شخص بحسب حصيلة وضعتها الثلاثاء ادارة الدفاع المدني الهايتي وخفت المخاوف من اندلاع اعمال عنف ونهب في هايتي في الوقت الذي امنت فيه القوات الامريكية امدادات المياه والطعام واستمع الاف من الهايتيين المشردين لنداء الحكومة بالسعى الى مأوى خارج العاصمة بورت او برنس . ودفع اليأس بعدد من الناجين الى السرقة على مرأى من عناصر الشرطة. وقال فنسان مبررا فعلته "عندما تكون جائعا ومعدما ولا احد يساعدك لا يبقى امامك من خيار سوى السرقة". صورة آنا زيزي الناجية من الزلزال بعد مضي سبعة أيام عليها وهي تحت أنقاض كاتدرائية في بور أو برنس(أ ب) وعلى جبهة المساعدات، اقر مجلس الامن الدولي الثلاثاء طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ارسال 3500 عنصر اضافي من القبعات الزرقاء الى هايتي تعزيزا لبعثتها في البلاد. وبذلك يصبح عدد جنود قوة الاممالمتحدة في هايتي 12500 عنصر. وينشر الجيش الاميركي "حوالى 11 الف جندي اميركي لدعم العمليات الجارية في هايتي وقبالة السواحل على سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل" بحسب رئاسة الاركان. و كان من المفترض ان يفتح الجيش الاميركي مدرجا جديدا على بعد حوالى اربعين كلم جنوب شرق بور او برنس لتخفيف الضغط عن مطار العاصمة. وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي اميليا كاسيلا انه رغم البداية الصعبة في توزيع المساعدات بسبب مشاكل لوجستية "هناك تقدم خصوصا في تقديم المساعدات العاجلة". من جانبه اشاد الرئيس الهايتي رينيه بريفال الاربعاء ب "الوصول السريع جدا" للمساعدات الدولية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 12 كانون الثاني/يناير، مع ذلك هناك "مشكلة في تنسيق" هذه المساعدات المكثفة. وقال بريفال في حديث للاذاعة الفرنسية العامة ار.اف.اي "هناك مشكلة في التنسيق. المساعدة تصل لكننا لسنا مهيئين لاستقبالها. عندما تصل يقال لنا: اين الشاحنات لنقلها، اين المخازن؟ المساعدات تزيد لكن المهم هو تنسيق المساعدة لمعرفة الكميات اللازمة ووقت وكيفية توزيعها". ولم يوجه بريفال اي لوم الى الولاياتالمتحدة التي هبط جنودها الثلاثاء امام القصر الرئاسي المدمر، وقال "هناك جرحى واماكن لوضعهم. اذا كان يمكن استخدام حديقة القصر الرئاسي لانقاذ ارواح فانني اعتقد ان الخير يجب ان يغلب على الاعتبارات الايديولوجية (...) وحديقة القصر هي المكان الذي يجب ان يتلقوا فيه العلاج، هذا هو المهم".