تزخر مدن المملكة بالمباني والمواقع التراثية التي تمثل عبق الماضي وإرث الأجداد والجذور الراسخة لهذه البلاد، وقد أقر مجلس الوزراء مؤخراً عدداً من الإجراءات بشأن موضوع المواقع الأثرية والتراث العمراني التي يملكها مواطنون وتعويض أصحابها وتشجيعهم على المحافظة على مبانيهم وصيانتها، وفي الوقت ذاته تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار بجهد جبار في سبيل الحفاظ على التراث العمراني وكذلك تساهم مؤسسة التراث في تقوية هذا الجانب من خلال أنشطتها المميزة وبالأخص تخصيصها لجائزة التراث العمراني. إن تخصيص مثل هذه الجائزة والدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في مجال تعزيز مفهوم الحفاظ على التراث العمراني بأبعاده المختلفة، من تعديات الحداثة الصماء التي تسببت في افتقاد معظم مدن المملكة لهويتها العمرانية بسبب انتهاجها للأنماط العمرانية الحديثة دون تأصيل للنمط المحلي القديم، سيؤثر بلا شك إيجاباً على مستقبل العمران وسيعمل نقلة نوعية في مجال الحفاظ على التراث العمراني، لأن العمل من أجل أن يبقى الماضي هو بحد ذاته صناعة للمستقبل. ولدعم هذا الجهد المبارك في مجال الحفاظ على التراث العمراني حبذا لو تم إنشاء صندوق يوفر الدعم المالي يختص بمبادرات الحفاظ على التراث العمراني ليساعد في إنشاء مراكز متخصصة في التدريب على ترميم وتوثيق التراث العمراني، ليفسح المجال بشكل أكبر في التعرف على خصائص بيئتنا العمرانية والمساهمة الفعالة في تثبيت جذور العمران المحلي الأصيل والحفاظ عليه وفق منهج علمي حديث، ويعمل كذلك على مساعدة الاقتصاد المحلي على النمو من خلال إقامة مشاريع عمرانية وسياحية منتجه توفر فرصاً وظيفية متعددة. * متخصص في التخطيط العمراني