استعرض المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية بالرياض اليوم في حلقة نقاش رأسها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية "تجارب المدن في المحافظة على التراث العمراني". ودعا سموه إلى تضافر جهود الدول الإسلامية في الحفاظ على تراث مدنها العمراني، وأن تكون توصيات المؤتمر "نبراساً ومرجعاً" لآلية التعاون، وتوجهاً لنا لرسم طريق المستقبل في مجال تنمية التراث العمراني والمحافظة عليه. كما أعرب عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومبادرة الهيئة في تنظيم المؤتمر. وتحدث أمين عام منظمة العواصم والمدن الإسلامية المهندس عمر القاضي عن تجربة المنظمة التي أنشئت عام 1400ه كمنظمة منتمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها العاصمة المقدسة مكةالمكرمة "تضم المنظمة في عضويتها 141 عاصمة ومدينة كأعضاء عاملين من 54 دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي تهدف إلى الحفاظ على هوية وتراث العواصم والمدن الأعضاء، والعمل على إيجاد وتطوير معايير وأنظمة ومخططات حضرية شاملة تخدم نمو وازدهار العواصم والمدن الأعضاء وذلك للارتقاء بواقعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي والعمراني، فضلاً عن العمل على الارتقاء بمستويات التنمية والخدمات والمرافق البلدية في العواصم والمدن الأعضاء، وتعزيز وتطوير برامج بناء القدرات للعواصم والمدن الأعضاء". وبين القاضي أن المنظمة تعقد ندوات وحلقات دراسية ومؤتمرات ومعارض دولية حول المشكلات والموضوعات التي تعنى بها العواصم والمدن الأعضاء واقتراح الحلول المناسبة لها، إضافة إلى إجراء الدراسات التحليلية على العواصم والمدن الأعضاء التي تذخر بالتراث المعماري والعمراني الإسلامي بهدف استنباط أسس التصميم المعماري والتخطيط الحضري بالعصور الإسلامية المختلفة . وتمنح منظمة العواصم والمدن الإسلامية -حسب القاضي الجوائز لتشجيع المتخصصين في المجالات البلدية والعمارة والعمران، كما تصدر مجلة العواصم والمدن الإسلامية، وتعمل على تمويل مشروعات الخدمات البلدية والبيئة والبحوث والتدريب وحماية التراث وبرامج التعاون الفني في بلديات المدن الأعضاء من خلال صندوق التعاون التابع للمنظمة. وتناول مدير مركز التراث العالمي باليونسكو الدكتور فرانسيسكو باندرين جهود المركز في التباحث مع الحكومات وأمناء البلديات وعمد المدن حول الحفاظ على المدن التاريخية. وقال باندرين إن مدن تاريخية مثل كاتمندو وسمرقند وزبيد في اليمن ومدن أخرى هي ضمن قائمة التراث العالمي تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على تراثها العمراني، داعياً إلى سن تنظيمات جديدة تحمي التراث العمراني "نحن لسنا ضد الحداثة في عمارة وترميم المباني التاريخية والأثرية، ولكن حبذا لو كانت أعمال التأهيل متوافقة مع النمط الذي بنيت عليه". وقدم مستشار أمين مدينة اسطنبول الدكتور إبراهيم الباز نبذة عن تجربة مدينة اسطنبول في الحفاظ على التراث العمراني، مشيراً إلى أن اسطنبول متحف مفتوح تلتقي فيها الحضارات، وحلقة وصل ثقافية واقتصادية بين قارتي آسيا وأوربا. وأفاد أن أمانة اسطنبول استحدث مركز متخصص في الحفاظ على هوية المدينة المعمارية، مشيراً إلى استعانة أمانة اسطنبول بتقنيات حديثة مثل: 3D Laser scan للكشف عن مدى حاجة المباني التاريخية إلى أعمال الترميم. وتحدث أمين منطقة المدينةالمنورة عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين عن جهود أمانة المدينةالمنورة في الحفاظ على التراث العمراني، وذكر بأن الأمانة أنجزت في هذا الجانب عدد من الدراسات المتخصصة حول مسجد قباء، والخندق، ومسجد الميقات، والمساجد السبعة. وأشار الحصين إلى تعاون أمانة المدينةالمنورة والهيئة العامة للسياحة والآثار في تأهيل بعض المواقع التراثية بالمنطقة، ومن ذلك الشروع في تأهيل البلدة القديمة في العلا. // انتهى //