جاء الفوز النصراوي المستحق على نظيره الاتحاد ليثبت حقيقة أن "فارس نجد" بدأ يتلمس طريق العودة إلى موقعه الطبيعي، عودة تسر كل من ينظر إلى المصلحة العليا للرياضة السعودية، فالنصر هو أحد أركان الكرة المحلية إنْ على صعيد الانجازات أو من ناحية الزخم الجماهيري الذي يمثله أنصار "الأصفر" في المدرجات، اختار النصر العودة عبر الطرق الصعبة وهذا ديدن الأبطال في كل زمان، اختار طريق الفريقين القويين الهلال والاتحاد عندما هزمهما بجدارة ليعلن أن سنوات الابتعاد شارفت على الرحيل، وأن شمس الفريق "الأصفر" أذنت على السطوع، وأن الصيام الطويل عن البطولات دنا من نهايته. وهذا ديدن الفرق الكبيرة التي تختار التوقيت الأنسب للعودة المظفرة. النصر ركن ركين من أركان الرياضة السعودية، وليس مكمن الغرابة في أن يعود "العالمي" لتألقه، ولكن الغريب أن يبتعد النصر طوال هذه الفترة، النصر يلعب ويمتع، ولاعبوه الشباب يحرثون الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن التألق والعمل على إدخال الفرحة إلى قلوب أنصار الفريق؛ والنتيجة بدأت تجنيها إدارة الأمير فيصل بن تركي ومعاونوه، فالتخطيط الصحيح الذي بدأته الإدارة منذ بداية الموسم وعدم الانقياد خلف أقوال بعض النصراويين الذين استعجلوا النتائج بدأ يؤتي أكله، وكسبت الإدارة الرهان وبدأ الكثيرون ممن كانوا يقللون من العمل الجبار الذي قدمه أعضاء مجلس إدارة الفريق واقتضى السرية في كثير من المراحل بدأوا يؤمنون بنجاح المنهج الذي اختطته الإدارة. خروج عن النص وإذا كنا نشيد بالعودة النصراوية، فإننا لا بد أن نقف ومعنا الرياضيون تجاه التصرفات التي أقدم عليها لاعبو الاتحاد في مشهد أقل ما يطلق عليه هو الخروج عن الروح الرياضية، في ليلة تجلت الروح الرياضية العالية لدى النصراويين داخل الملعب، في الوقت الذي فعل فيه الاتحاديون العكس فتم وأد هذه الروح العالية من قبل بعض لاعبي الاتحاد الذين تصرفوا بصورة مقززة جعلتنا نذهب إلى أن اسامة المولد وأبو شروان وحتى الخلوق أحمد حديد لم يعد لديهم سوى هذه التصرفات الخرقاء البعيدة عن الروح الرياضية. إذ لم يجدوا سوى سلاح الضرب المؤذي لإيقاف المد النصراوي الجميل. شوه لاعبو الاتحاد الصورة الرائعة التي كان يقدمها الفريق، ورسموا أكثر من علامة استفهام حول أدائهم. فأين محمد نور وهو الذي كان يلعب بصورة أهلته ليكون اللاعب الأول محلياً؟، وأين صالح الصقري الذي استبدل مستواه بتلك الضحكات التي كان يوزعها داخل الملعب؟، وأين أبو شروان الذي تفرغ للاحتجاجات على الحكام والاعتداء على لاعبي النصر. أسئلة كثيرة إجابتها لدى الاتحاد وإدارته. لن نذهب بعيداً ونقول كما يردد البعض إن اللاعبين لا ينظرون لمصلحة فريقهم أو إن هدفهم هو إسقاط إدارة رئيس الاتحاد الوقور الدكتور خالد المرزوقي والإطاحة برأس المدرب غابريال كالديرون، لكننا نؤكد على أن ما قام به بعض لاعبي الاتحاد لا يمكن تسميته سوى خروج عن النص لا يمكن تبريره. آخر المطاف -أعرف جيداً القدرات التي يكتنزها نائب رئيس النصر عامر السلهام فهو أحد المكاسب التي يفخر الوسط الرياضي بتواجدها، وأعتقد أن مكانه الطبيعي لابد أن يكون على رأس هرم إحدى لجان الاتحاد السعودي، فمن يعرف ابا عبدالوهاب عن قرب يعرف الاستفادة التي يمكن أن تجنى منه. -ربما تؤثر الخسارة على استمرار الدكتور المرزوقي لكن الحقيقة انه اتى الوسط الرياضي ولم يكسب عداوة أحد. -ديسلفا كسب الرهان مع منتقديه، فالفريق ظهر بصورة جعلت المطالبين برأس المدرب يتوارون خلف تألقه. -التخطيط المستقبلي الذي يعمل به مسيرو الفئات السنية في النصر عمل جبار يستحق الإشادة وتشجيعه بصورة مستمرة.