حادثة جدة لامست جراحها جميع افراد المجتمع السعودي ...تجاوزت آلامها جغرافية الوقوع حيث اتسعت المشاعر المتعاطفة معهم كاخوة واخوات... ايضا الازمة كشفت عن جانب مهم في رغبه الكثيرين في التطوع وفي المقابل كشفت عن الغياب التنظيمي لعمليات التطوع نتيجه غياب النظام في الاساس... نعم كل تلك الحملات جاءت بشكل عفوي وتحرك هؤلاء الشباب والفتيات بمحرض انساني ووطني تجاه المصابين في انفسهم او املاكهم رغبة في عمل الخير... تأخر صدور نظام التطوع امر غير مبرر وليس منطقيا بل هو تاخير سلبي... ويكشف عن تاخر التنظيم المؤسسي في احتواء المناشط المجتمعية وكل اشكال المشاركة الشعبية... اتصور أن ادخال برامج التطوع ضمن الانشطة المدرسية وليس المناهج بل النشاط اللاصفي في التعليم العام وايضا اضافته لبرامج الانشطة في الجامعة وفق تنظيم وطني عام ... بحيث لايتخرج طالب او طالبة من الجامعة او حتى المرحلة الثانوية الا وقد مارس العمل التطوعي عبر اكثر من مجال وفي اكثر من مؤسسة فيه نفع كثير... لااريد ان استشهد بنظام التطوع الغربي بل اعود لبرامج التطوع في العصور الاسلامية الاولى حيث الجميع يشارك في تعليم الصغار والجميع يشارك في تطبيب جرحى المعارك ... بدوافع انسانية والتزام امام ولي الامر آنذاك رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم للمشاركة في مساعدة المحتاج وفق منظومة ترتكز على اهمية المشاركة المجتمعية في العمل الانساني.... اليوم الظروف اختلفت وايضا طبيعة المجالات وتنوعها والاحتياج في الكثير منها لدعم متطوعين يفرض علينا فتح المجال لبرامج التطوع بشكل اكبر مما هو حاصل الان ولعل غياب التنظيم المؤسسي عن برامج التطوع في حادثة جدة وخضوعه للكثير من الاجتهاد الفردي يكشف عن ضرورة الشروع في اقرار نظام التطوع .. ولعل البدء في نشر ثقافة التطوع يكون عبر النظام التعليمي بشقيه العام والعالي، مع تاكيد ضرورة ان تشمل شهادة التخرج ساعات عمل تطوعية معتمدة من الجامعة على ان تكون متنوعة المجالات لنضمن تكريس قيمة العمل التطوعي عند الجميع ومن الجنسين وليس جنسا واحدا فقط... نعم فرحنا كثيرا باعتماد بعض القضاه منهج العقاب من خلال بعض الخدمات المجتمعية مثل تنظيف مسجد او مساعدة محتاجين...او العمل في مؤسسة معاقين وغير ذلك من اساليب العقاب التي تكرس مفهوم العمل التطوعي لخدمة المجتمع ولكن الواقع يؤكد الحاجة لتنظيم مؤسسي...