خلال هذه الأيام يترقب الوسط الثقافي والفني ببصيص أمل أن يتغير مجرى الأمور بشأن مجرى استقالة الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام من قيادة وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام.. والسبيل خلال مشوار قيادته دفة الشؤون الثقافية حملت الكثير من الأفكار والرؤى، استطاع بمهارة القائد الغيور على وطنه وثقافة أمته أن ينقلها إلى بر الأمان بمستوى راقٍ ذي فكر وثقافة جديدة.. يقوده تدفق سيله الثقافي وفكره النير إلى أن يغير المفاهيم القديمة للثقافة، واستبدالها بثقافة جديدة تنقلنا إلى واقع يبرز ثقافتنا الأصيلة. لم يذهب الدكتور عبدالعزيز السبيل إلى منصات التتويج والكلام الدعائي بل عمد إلى إبراز الثقافة بمفهومها الحقيقي، وظل برغم مشاغله وأسفاره يفتتح معرضاً فنياً، ويحضر لأمسية شعرية وقصصية، ويسافر نحو عيادة مريض شاعر أو فنان أو كاتب.. حول ما قدمه الدكتور السبيل من دعم لا محدود للثقافة والإعلام نستطلع هنا بعضاً من آراء الفنانين والمثقفين والتي عبرت عن مدى تقديرهم للجهود المبذولة والمخلصة من قبل الدكتور السبيل خلال فترة قيادته وكالة الشؤون الثقافية.. في البدء يقول الفنان مشعل المطيري " لقد كان الدكتور عبدالعزيز السبيل المشرف على مسرحية " امرؤ القيس " التي قدمتها مع زملائي الفانين في مهرجان سوق عكاظ الثقافي وقد كان الرجل راقياً جداً في تعامله مع جميع الفنانين وكنت في لحظات اشعر انه فنان مسرحي حيث كانت طريقة نقاشه معنا حول المسرحية يدل على ثقافة واطلاع كبير على المسرح وهو رجل متواضع ولم يكن منصب وكيل الوزارة حاجزاً بينه وبين الفنانين والمسرحيين حيث تشعر براحة في التعامل معه وابتسامته الدائمة تعطي إحساساً بالراحة بحضرة المسؤول المباشر , واعتقد أن الوسط الفني والثقافي سيخسر الكثير برحيل هذا الرجل . الأستاذة حنان الهزاع المحاضر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، مقررة اللجنة النسائية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض قالت للرياض : " إذا علمنا أن الدكتور عبدالعزيز السبيل أول وكيل للشؤون الثقافية بعد استحداثها عام 2005، من قبل وزارة الثقافة والإعلام، فإننا سندرك حجم التغيرات الجذرية التي قام بها في ظل حداثة هذه الجهة وكيف سعى بخطى عملية حثيثة لتصحيح الكثير من الأوضاع الثقافية بكل مجالاتها سواء الأدبية أو التشكيلية وغيرها، لقد كان يؤمن بأن الوعي الإيجابي بالمستجدات هو الطريق الصحيح لاكتساب الثقافة المعاصرة وتشكيل ملامحها في المملكة ". وتضيف الهزاع :" كانت انجازاته التي تشهد على ذلك ومن بينها وأهمها تفعيل دور المرأة المثقفة وإيصال إنجازاتها بكل تقدير للمجتمع، معارض تشكيلية ومسابقات فنية وجوائز مشجعة كانت تتصدر أجندة العمل لوكالة الشئون الثقافية، كما كان استحداث اللجان النسائية في ظل الوزارة من أبرز الأحداث التي غيرت الكثير في الساحة الثقافية المحلية، كما تشكلت العديد من الجمعيات كجمعية التشكيليين، وجمعية التصوير الضوئي، وأخرى للخط العربي، وغيرها، إلى جانب الدعم المادي والمعنوي الذي قدم للمعارض الشخصية والجماعية في الكثير من مناطق المملكة". وتختم الهزاع حديثها بتوجيه تحية شكر وتقدير للدكتور عبدالعزيز السبيل عن كل فرحة خفق بها قلب تشكيلية واعدة، أو ابتهج بها أديب ناشئ ، لقد كانت بحق سنوات عطاء لا نملك لها سوى التقدير والوفاء. ويسجل المصور والتشكيلي إبراهيم الخبراني رسالته بحزن رقيق بقوله : " سيفتقد الجميع هذا الهرم استقال وهو في قمة عطائه ومجده، سيفتقده الجميع لأنه خرج ليدخل عالم كتبه ويبقى قريبا من قلمه ومنا؛ كيف سينساه كل فنان تشكيلي وهو متبني فكرة جمعيتهم ، وكيف سينساه كل خطاط و مصور فوتوغرافي و مسرحي و أخيرا كل كاريكاتوري وهو الذي ساهم في خروج جمعياتهم". ويضيف الخبراني :" الجميع يعلم انه فارس مرحلة، وسجل موقفا مشرفا بتركه هذا المنصب؛ لأنه يعلم انه لن يغادر مثل منصبه أي شخص آخر مثله.. ولكنه الطموح والنبل بعد أن تحمل جميع الضغوط في كل وقت من مهامه". وفي نهاية حديثه يتمنى الخبراني للدكتور السبيل دوام التوفيق والسداد وان يجزيه الله خير الجزاء عن كل ما قام به من عمل لمستقبل هذا الوطن. أما الناقدة والتشكيلية منال بنت عبدالكريم الرويشد قالت " مع العام الجديد حري بنا أن نسمع أخبارا سارة وخططا فاعلة للتطوير والتحسين والارتقاء بالمستوى العام لثقافة مجتمعنا كنت انتظر ألق شخصية مميزة أفعاله تتحدث بصوت أعلى من الكلمات..وما سيفاجئ الوسط الثقافي به من قرارات وأعمال تنفض الغبار عن مشاركات عدد من المثقفين وتوثق علاقاتهم ببعض وفي هذا الحين نبأني خبر استقالة الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية وقد ساءني جداً هذا الخبر والقرار وقبوله " مشعل المطيري وتضيف : " استقالة سعادة الدكتور السبيل مؤسفة لأنه لازال في مرحلة تطوير عمل الوكالة والتي تميزت بنشاطات متنوعة وشاملة لقائد بكل فخر غيَّر مسار العلاقة مع وزارة الثقافة والإعلام فيما يتعلق بالمثقفين والأدباء بمختلف أطيافهم ومستوياتهم الفكرية ". وتؤكد الرويشد أن الدكتور السبيل هو من أحدث ضجة في الراكد، ولن أقول إن من سبقوه لم يفعلوا شيئاً فقد كان لهم جهودهم, وإنما بوصول " السبيل" للوزارة حرك الساكن، وغيَّر ما يمكن تغييره فعهده مشرق ومميز لعدد من الملكات التي يتعامل بها مع الناس التواضع ومهارات التعبير قوة الحجة ذكاء المسؤول، وتلمس حاجات المثقفين، وطنيته العالية في تقديم فكر وثقافة المجتمع فهو رجل وقائد أنعش الساحة الثقافية السعودية، وأصبح يشار للوزارة بانجازات مهمة منها معرض كتاب دولي سنوي من أضخم المعارض ويصاحبها نشاط منبري عالمي مميز يأتي لهذا المعرض عدد من الشخصيات الهامة والمثقفين من داخل وخارج المملكة بالإضافة للاستفادة العامة . أنعش هذا القائد أنشطة الأندية الأدبية مما ساهم في دخول لجان نسائية. وشكل لجاناً في الوزارة المرأة عضو بها تعنى بالثقافة والمرأة والطفولة.خطط لانطلاق عدد من الجمعيات التي تعنى بالفن التشكيلي والمسرحي والتصوير الضوئي.وهنا كان أهم تقدير للمثقفة السعودية أن تشارك في التصويت والانتخاب وان تنتخب لتكون عضو مجلس إدارة. ابراهيم الخبراني وتذكر الرويشد بعضاً من أهم انجازات السبيل بقولها :" من أهم انجازاته الأخيرة أنه أعاد الحياة لمؤتمر الأدباء بعد بيات شتوي دام 12 سنة تقريبا..وبعد حدث مميز في التنظيم والفكرة واستقطاب الأدباء وأدبهم يكون الخبر الذي أحزنني كثيرا..ترجل الفارس عن جواده " وفي ختام حديثها تقول الرويشد : " إن شخصاً كشخص السبيل طاقاته قوية وخلاقة والوطن يحتاج لوقود ليشعل فتيل العطاء في ميدان يعنى بالثقافة هذا المكان الفكري المتحول والمطور لكل إبداعات المبدعين في الدولة حري بنا أن نقف تقديرا لشخصه الكريم وبصوت عالٍ نهتف لا زال للثقافة مرافئ تحتاج إلى قبطان مميز يجيد مواجهة الأعاصير والرياح ولجج الأمواج ,سعادة الدكتور عبدالعزيز أقف لك احتراما واصفق تقديرا فأنت رمز وطني منقطع النظير في التفكير والأداء والإصرار، دعواتي لك بالتوفيق أينما حللت وإلى أين رحلت وتظل من أهم الشخصيات القيادية التي غيرت مجرى التاريخ لثقافة المملكة العربية السعودية واعتبره العصر الذهبي للوزارة وجودك على أحد ثغورها وفقك الله".