أثبتت الدراسات العلمية المختلفة أن من أخطر السلوكيات والقرارات في حياة الشخص أن يقدم فرد ما على تعاطي المخدرات والمواد الأخرى ذات صفة التأثير العقلي وقابلية الإدمان على تعاطيها. وتزيد المسألة سوءا فيما لو اتخذ الفرد قرار التعاطي في سن مبكرة لا زال العقل ينمو فيها. إذ إن تعاطي المخدرات والمسكرات، بصفتها مواد كيميائية شديدة السمية على الجهاز العصبي وخاصة المخ، تعمل بشكل خطير على تغيير تركيبة الخلايا الدماغية، وتحدث آثارا فادحة في وظائف المخ. وحينما يتعرض الشخص لتعاطي المخدرات في مرحلة لا يزال المخ فيها ينمو، فإن المخاطر تكون أعلى والتغيرات تكون أكبر وأخطر. وهو ما يهدد الشخص مباشرة بإصابته بأمراض عقلية مختلفة وخطيرة تنعكس على السلوك والتصرف والأهلية، نتيجة لهذه التغيرات في تركيبة ووظائف خلايا المخ شديدة الحساسية لأي تأثيرات كيميائية خارجة عن قابلية الجسم البشري للتعامل مع صيغها الكيميائية.