الاختراع خصيصة إنسانية تميز البشر منذ أقدم العصور. ويمتلك كل إنسان قدراً معيناً من هذه الخصيصة حسب موهبة الإنسان وحسب الظروف المحيطة والعوامل المساعدة. ويقول المفكر الفرنسي رينيه تاتون إن الاختراع الذي يفيد البشرية يتطلب فرداً يمتلك حاسة حدس قوية، ومواهب واضحة في المنهجية العلمية، بالإضافة إلى جرأة فكرية عالية، بالإضافة إلى إصرار على العمل. وكثير من المخترعين لا يرغبون في حفظ حقوقهم أو توثيق اختراعاتهم، ويتضح هذا بشكل كبير في كثير من الجامعات والمعاهد العلمية، ولاسيما عند إجراء الأبحاث غير المرتبطة بالشركات أو المؤسسات ذات الصبغة التجارية. وفي العادة فإن الباحثين يتجهون مباشرة لنشر أبحاثهم في الأوعية العلمية المختلفة، خاصة في المجلات العلمية المحكّمة أو نشرها في سجل المؤتمرات العلمية. ويقوم كثير من أولئك الباحثين بمساعدة الباحثين الآخرين بالاستفادة العلمية من تلك الأبحاث التي قد تحتوي على كثير من الخطوات الابتكارية التي تؤدي أحياناً إلى اختراعات جيدة. والحقيقة أن الحصول على براءة اختراع رسمية تثبت بشكل قاطع أهمية هذا الاختراع وتميزه عن غيره من الاختراعات الأخرى. ومع ذلك فإن عدم وجود براءة اختراع لمخترع أو مبتكر لا تعني أن ذلك الاختراع لا قيمة له. وفي المحصلة فإن براءة الاختراع عبارة عن وثيقة رسمية تحفظ حقوق صاحب الاختراع في الاستفادة من اختراعه على المستوى المادي أو التجاري، لفترة محددة من الزمن، حوالي عشرين عاماً، وفي منطقة معينة من العالم، تكون غالباً مرتبطة بالجهة التي أصدرت براءة الاختراع. وتتعدد الاختراعات التي يمكن توثيقها ببراءة اختراع، فقد تكون مركباً جديداً يتمتع بخواص مفيدة وجيدة، أو منتجاً مادياً متميزاً، أو طريقة لأداء عمل بفاعلية أكبر أو كفاءة أعلى، أو أي ابتكار متميز آخر. ويزيد الإقبال عادة على تسجيل براءات الاختراع مع الاتجاه حالياً لحماية الحقوق الفكرية مادياً، وتوظيف الابتكارات والأفكار الإبداعية بشكل عملي. إن ارتباط المنجزات العلمية والتقنية بالسوق وحماية حقوق الملكية الفكرية سوف يؤدي إلى مزيد من براءات الاختراع في بلادنا، وهو توجه إيجابي تدعمه الدولة والجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. إن الأمل كبير في أن نرى مخترعات أو ابتكارات تحظى بكثير من المصداقية والفائدة، وتؤسس لمجتمع اقتصاد المعرفة....