** تقوم وزارة الداخلية مشكورة.. ** وتساهم وزارة الشؤون الاجتماعية..وفي حدود إمكاناتها وصلاحياتها..بجهد (طيب) في دعم الأنشطة والمبادرات التطوعية بالمملكة.. ** غير أن ثقافة التطوع ما زالت في مستوياتها الدنيا في مجتمع تعوَّد على أن يحصل على كل احتياجاته ولا يكلف نفسه الكثير من العناء في الماضي.. ** لكن الزمن الآن غير الزمن.. ** والمسؤولية الاجتماعية تضاعفت أكثر من ذي قبل.. ** وضرورة دمج المواطن في هموم بلده..وإشغاله بأزماته..ومشاركته في تخفيف الأضرار عن المعرضين لها..أو في خدمة الفئات المحتاجين إلى خدمات أخرى لا تؤديها أجهزة الدولة..ولا تقوم بها المؤسسات الأخرى.. ** الزمن تغير..والمسؤولية باتت أكبر لأن الوطن ينمو بسرعة..ومشاكل التطور وتبعاته تفرضان على المجتمع أن يسهم بدور أكبر وأوسع في العمل على كل الساحات.. ** ولحسن الحظ فإن بعض الأهوال والنكبات تكون مفيدة في بعض الأحيان.. ** فما حصل في حريق مدرسة بنات بمكة المكرمة منذ بضع سنوات.. ** وما حدث في منطقة العيص.. ** وما حدث في جدة الشهر الماضي..قد حرك الشعور العام..وأكد أن المواطن جاهز ومستعد بل وراغب في المشاركة الفعالة في الخدمة العامة..والتطوع..والإنقاذ.. ** هذا الإحساس المتعاظم الذي لمسناه من الأفراد أكثر مما وجدناه لدى المؤسسات وربما بعض الأجهزة الحكومية ، يطمئننا ويؤكد سلامة تكوين مواطننا..وتأثير ثقافته الدينية فيه..وجاهزيته للعمل التطوعي الكريم.. ** وما بقي هو..أن نحوّل هذا الاهتمام..إلى عمل مؤسساتي ضخم..إلى مشروع وطني عظيم..إلى إلزام لكل إدارة حكومية..وشركة..ومؤسسة..وبنك ومصرف..بتبني هذا التوجه..وتفعيله بداخلها. ** والأكثر أهمية من كل ذلك..أن نؤسس لخدمة هذا الغرض بإقامة (هيئة عليا للتطوع العام) وأن نسن من الأنظمة والتشريعات والقوانين ما يشجع على هذا التوجه ويدعم ويوفر له الإمكانات والأرضية المناسبة والبيئة الصالحة لاستثمار الشعور الديني القوي بداخلنا تجاه بعضنا البعض.. ** وأن نستثمر جاهزية المواطن للمشاركة بكل أشكالها.. ** فهو جاهز قبل هذا أو ذاك للعمل والتضحية والخدمة من أجل وطن يستحق منا جميعاً أن يكون كل واحد فينا عبداً له..وخادماً لترابه..وراعياً للمستحقين من أبنائه فهل نستثمر كل هذا..؟ *** ضمير مستتر: **(من حق المواطن أن يشارك في خدمة بلاده..وليس من حق أحد حرمانه من ذلك).