فاصلة: (الحقائق المختلفة مظهراً هي مثل الأوراق التي تبدو مختلفة وهي على الشجرة نفسها) - حكمة هندية - حينما أعود الى الرياض أشعر بأن يومي لم يعد منظما كما كان ربما لطبيعة الانتقال من مكان الى اخر،ربما لطبيعة نظام الحياة هنا. تضطرب ساعتي البيولوجية فأستيقظ كما موعدي في مانشستر السابعة صباحا لكنها بتوقيت الرياض تكون العاشرة وبذا تضيع افضل ساعات العمل بالنسبة لي فانا لا اعرف مطلقا ان اعمل في الليل. في الرياض تشعر انك تريد ان ترى كل اصدقائك واقربائك وتود ان تعطي الجميع من وقتك لكن هذا الوقت موزع بين اكثر من مسؤولية ما بين الابناء ومجاملة الاقارب والاصدقاء في مناسباتهم وما لديك من اعمال اخرى تود ان تنهيها. ثم تطل الكتابة بوجهها المبتسم تبحث لها عن وقت في يومي فاتجه الى جهاز الحاسب بينما تتنافس الصغيرتان علياء ويارا على الجلوس في حضني فيضطر جهاز الحاسب ان يخلي لهما المكان. اكثر ما يزعجني في الرياض مقارنتي بين تفاصيل الحياة اليومية والفوضى لدينا ، والنظام لدى البريطانيين وإن كانوا حاليا اقل في تمسكهم بالنظام من قبل سنوات مضت . اتأمل الباعة المتجهمين عند ماكينات المحاسبة ،السائقين وشتائمهم لبعضهم البعض ،البنات الصغيرات بصحبة السائقين الاجانب في المحال التجارية في غفلة من ضمير اهلهم،وكأنني اصطدم بسلوكيات كانت تزعجني فقط اما اليوم فتقلقني اننا حتى الان لم نجد لها حلا او اننا لم نجتثها من جذورها بعد! ماالذي يغضبني؟ احساسي بالعجز تجاه هذه الاخطاء ام عدم تقبل بعض الناس لدينا للتغيير؟ ام هي الاسئلة التي نعرف لها اجوبة لكننا لا نستطيع تطبيق الاجوبة ؟ لماذا لا نحترم النظام ؟لماذا لا نفترض حسن النية في التعامل فيما بيننا ؟لماذا لا نسير وفق الانظمة والقواعد دون تذمر ؟لماذا لا نطالب بحقوقنا ؟لماذا نخجل من قول لا ونحن نريد ان نقولها ؟ لماذا نضغط على انفسنا وظروفنا لنرضي الاخرين ؟ هذه المقارنات ما عدت احب ان افكر فيها قررت ان استمتع بوقتي في الرياض فاذا رأيت خطأ امامي نسيت قراري وقررت الا اكون شيطانا اخرس