قدم الرائد ببريدة درسا اجتماعيا للرياضيين عامة، وللأندية المتنافسة خاصة قلما يحدث حينما تبرع بدخل مباراته التنافسية المقبلة مع الحزم من الرس التي ستقام يوم الجمعة على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة لصالح عائلة أحد منسوبي التعاون وهو محمد البقيشي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الماضي بعد أن أصيب بجلطة خلال لقاء الفريقين قبل نحو شهر ضمن مسابقة الأمير فيصل بن فهد. كسر الرائديون ممثلين بإدارة النادي كل قيود التعصب التي تكبل الأقدام عادة بين المتنافسين، وقاموا بدور النادي (الاجتماعي) على أكمل وجه، لم يصمت الرائديون لكونهم ليسوا معنيين بالأمر، بل توجهوا بكل مشاعرهم، ووجهوا أعينهم نحو الجار متفاعلين معه في حدث عابر، متفاعلين مع ما حدث، بنوا جسرا اجتماعيا مع الجار الذي لا يفصلهم عنه سوى شارع ضيق، لكن المتعصبين جعلوا من هذا الشارع يتسع لمئات الكيلومترات. أمام القضايا الإنسانية وبالذات الموت تموت الخلافات، وتتوحد الصفوف. الكبار في الناديين هم من تصمت أفواههم عن اللغط حين ذكر الآخر، فلا يرضون بالسوء، هم أبناء الوطن الواحد، والمدينة الواحدة، ليست الألوان لهم سكنا، ولا الغيبة أو الحقد أو الحسد أو الكراهية لهم حديثا، وليسوا ممن يحبون الخوض في العورات، في المناسبات الاجتماعية تزول الألوان، أحد الأمثلة الحاضرة تواجدهم في المسجد على الميت مصلين، وفي المقبرة متعاضدين، وفي المتوفى معزين، وقفوا بإنسانيتهم كما يقفون دائما في كل حدث يتطلب ذلك. شكرا للرائدين جميعهم، أما التعاونيين فإننا سنرى منهم مواقف مماثلة، رجال التعاون الكبار سيظهرون إن حصل موقف مشابه في نادي الرائد، وسيأتون زرافات ووحدانا ليضعوا أجساده في خدمة الجار، إنه درس لمن ينثرون عبارات الكراهية صباح مساء، لعلهم يؤوبون إلى رشدهم، ويتراجعون عن أفعالهم.