وكان الصيادون في "المقانيص" وكشتات البر ينالون من صيدهم طعما. أما الآن فرحلات البر أو "الكشتات" يتوقف مرحها على صيد الضبان. أما العشاء فقد أصبح من محلات "الفاست فود". والذين يذكرون أُغنية المقناص "التي ابتدأت بها الإذاعة السعودية" إجازة "بث الأغاني سيلاحظون أن طعام العشاء في ليل المقناص كان من الصيد (غزلان وأرانب). ولدى الصيادين مصطلحاً يقول: عشانا من خشومهن أي من صيد البنادق. يتندر البعض من غير العرب وأطراف البلاد العربية أننا في الجزيرة العربية نتسابق على اصطياد الضب وأكله، حتى بعد سعة العيش وتوافر اللحم الذي لا يتطلب اقتناؤه مطاردة وصيدا. وأميل إلى تبرير هذه العادة أو إعطائها مسّوغا، بأن كل الشعوب تقريبا لديها من غرائب العادات الغذائية الكثير. فشربة الضفادع في فرنسا والأفاعي في الصين والكلاب عند الكوريين هي أيضا من المقبول عندهم والمستهجن والمرفوض عندنا. والضب من عائلة الورل – ويُسمى عندنا "الورر". والعرب تستخبِث الوَرَل وتستقذِره فلا تأْكله، وأَما الضبُّ فإِنهم يحرِصون على صيده وأَكله، والضبُّ أحرش بذنب خَشِنه مُفَقَّرة، ولونه إِلى غُبْرة مُشْرَبة سَواداً، وإِذا سَمِن اصْفَرَّ صدره ولا يأْكل إِلاَّ الجَنادِب والدُّبَّاء والعُشْب ولا يأْكل الهوامَّ، وأَما الوَرَل فإِنه يأْكل العَقارب والحيَّات والحرابي والخَنافس ولحمه شفاء للسم كما يُشاع، وقيل إن النساء يتسمَّنَّ بلحمه. وفي دائرة المعارف للبستاني قرأتُ عن شاعر – أو هو راجز – اسمهُ رؤبة العجاج سكن البصرة ( ت145 هجرية ) كان يأكل الفأر، فعوقب على ذلك فقال: هي أنظف من دواجنكم ودجاجكم التي تأكل العَذرة (بفتح العين) يريد الغائط – كرّمكم الله - وهل يأكل الفار إلا نقيّ البر ولباب الطعام. وتوصية الباحثين في نهاية بحوث عديدة أُجريت في بلادنا هي بالتقليل أو تجنب أكل لحم الضب تفاديا لارتفاع معدل الكولسترول في الدم وما يشكله ذلك من أمراض متعلقة بالقلب وتصلب الشرايين لما يحتويه لحم الضب من نسبة كولسترول عالية.