حقيقة أم خيال، ذلك هو ما يخطر في بالنا عندما نسمع بقصة السياحة الفضائية، وكأننا مللنا من الأرض وجبالها ووديانها وانهارها ، وحتى نكون اكثر عدلا فإن رؤية الارض من السماء حلم الجميع ، ذلك الشعور بانعدام الجاذبية ورؤية القمر عن قرب هو بالتأكيد شعور نادر، ولكن هل ستتحقق الأحلام. الى الفضاء خطوة خطوة الوصول للفضاء حقيقة نعلمها جميعا ولا يكاد يمر شهر بدون اقلاع مركبة او صاروخ فضائي او عودته من الفضاء، وأصبح رواد الفضاء مثل الميكانيكيين على الارض فيقومون بصيانة المحطة الفضائية العالمية أو صيانة قمر صناعي ووضعه في مداره وتبديل البطاريات أو الخلايا الشمسية وهكذا ، ولكن فكرة ان يكون هناك فنادق في مدارات حول الارض بفرشها ومطاعمها وخدماتها الفندقية والروم سيرفس وان يكون الرواد هم اشخاص عاديون او نساء او اطفال فهذا هو الحلم ، وهو حلم قابل للتطبيق فكل المؤشرات تؤكد على امكانية التحقيق والغرب ان تحقيق هذا الحلم لن يكون بعيداً بل هو قريب جداً لدرجة انه من المتوقع ان تكون اول رحلة سياحية هو في منتصف عام 2010 م وفي الربع الاخير في اسوأ الاحوال، أي بعد ستة شهور فقط، وتبدأ أولى المؤشرات بإعلان شركة أمريكية هي فيرجين قلاجتيك Virgin galactic عن نيتها الفعلية بإطلاق رحلاتها العام المقبل وعرضت طائرتها والمكونة من جزأين هما طائرة مستقلة تحمل ستة ركاب بالإضافة الى طاقم الرحلة الفضائية، وأسمتها الشركة Spaceshiptwo والطائرة الأم المكونة من جزأين ملتصقين بجناح طويل اسمها white nighttwo يتم تركيب المركبة الفضائية بما فيها من ملاحين ومسافرين في المنتصف ولا تقوم بتشغيل محركاتها إلا بعد ان تقلع بها الطائرة الأم الى أقصى ارتفاع في السماء ثم تنطلق الطائرة الصغيرة نحو الفضاء ثم تعود المركبة الأم إلى الأرض ، أما المركبة الفضائية رقم-2 فتواصل دورانها حول الأرض حتى يقارب الوقود على الانتهاء فتعود إلى الأرض مستخدمة ما تبقى من وقود للتوجه والهبوط الشراعي ، وهذه ليست مجرد نظرية تنوي الشركة القيام بها بل هي نتيجة تجارب ناجحة قامت بها الشركة كان اولها عام 2004م حيث فازت الشركة بجائزة مقدارها عشرة ملايين لذلك النجاح وكان ابرز عيوب تلك التجربة هو ظهور بعض الاهتزازات نتيجة السرعة العالية في الانطلاق العالي نحو الفضاء او اثناء السقوط الحر وحملت الطائرة في تلك التجربة مليونير امريكي قيل انه دفع 20 مليون دولار ليكون اول رجل في التاريخ يقوم برحلة سياحية نحو الفضاء وذلك على الطائرة spaceship one التي انطلقت من على ظهر طائرة ركاب عادية، ونظرا لبعض الملاحظات على التجارب السابقة فإن الشركة لن تقوم برحلات سياحية قبل الحصول على التراخيص اللازمة لذلك بما فيها النواحي الامنية وسلامة الركاب وحتى النواحي البيئية وآخر التقنيات بما فيها سبائك الكربون، وكذلك احدث المحركات والتي ستقلع بالمركبة الى ارتفاع يصل الى 50 الف قدم ثم تنطلق المركبة الصغيرة بالصاروخ من نوع Hybrid الذي تم تطويره مؤخراً لهذه الطائرة على الخصوص والذي يعمل بالوقود الجاف اكسيد النيتروجين بسرعة تصل الى 2500 ميل في الساعة، ويتركز موقع التجارب حاليا في احد الهناجر بقاعدة موجافي الامريكية بكاليفورنيا .