يظل ارتياد الفضاء حلما يراود الإنسان منذ القدم، وشكلت الرحلات الاستكشافية للفضاء ميدانا تبارزت فيه أكبر قوتين في القرن العشرين «أمريكا والاتحاد السوفيتي»، وبقي استكشاف هذا المجهول حصرا على الرحلات العلمية التي حظيت بتمويل عسكري بادئ الأمر، لكن هذا الحلم الذي لا يزال في مخيلة الكثير من سكان هذا الكوكب لم يتحول إلى حقيقة إلا حين قررت شركة أمريكية أن تستدعيه من عالم الخيال إلى أرض الواقع. ففي يوم الثلاثاء الماضي، دشنت شركة Virgin Galactic المملوكة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون مشروعها التاريخي «ميناء الفضاء الأمريكي» في ولاية نيومكسيكو، بمدرج يبلغ طوله ثلاثة كيلومترات وسماكته مترا واحدا، على أن ينتهي بناؤه العام القادم. ومع أن الرحلات الفضائية لن تبدأ قبل منتصف عام 2012، إلا أن الشركة أعلنت عن تجاوز عدد الحجوزات المؤكدة 300 تذكرة تبلغ قيمة الواحدة منها 200 ألف دولار «750 ألف ريال» يدفعها الراكب للإبحار إلى الفضاء على متن المركبة WhiteKnightTwo التي تتكون من جسم مزدوج يحوي طائرتين في الأطراف، وصاروخ فضائي يحمل اسم SpaceShipTwo ينفصل عن جسم المركبة بعد وصولها إلى ارتفاع 50 ألف قدم ثم يندفع وحده في الفضاء في رحلة تستغرق نحو ساعتين ونصف تقريبا