أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز توجيهه بإنشاء القناة الثقافية السعودية تعبيراً منه – أيده الله – عن الدور الكبير الذي تقوم به الثقافة في نهضة الأمم والشعوب وإيمانا بأن الثقافة هي الطريق الأنجع لإقامة الجسور بين الشعوب . جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بمناسبة رعايته مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي عقد بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض صباح أمس ويستمر إلى 30 ذي الحجة 1430ه وأعلن الدكتور خوجة عن تدشين هذه القناة الثقافية مع ثلاث قنوات أخر صدر التوجيه الكريم بإنشائها وهي القناة الاقتصادية وقناة القرآن الكريم من المسجد الحرام بمكةالمكرمة وقناة السنة النبوية من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. وشدد وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز خوجة على اهمية هذا المؤتمر الذي اعتبره فرصة لتدارس واقع الأدب في بلادنا الحبيبة ولتأمّل نبضه في منحنياته المختلفة صعوداً وهبوطاً ولنقف على اثره في مجتمعنا ودوره في مسيرتنا الوطنية مشيراً الى ان المؤتمر يتبوأ مكانة سامقة ومنزلة رفيعة من الرعاية السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نقل تحياته ومباركته لهذا المؤتمر وتمنياته بأن يخرج الأدباء منه بما يعود بالنفع والخير على بلادنا وتراثنا الثقافي والأدبي والفكري. واضاف الدكتور خوجة قائلاً: ولطالما عرف المثقفون لهذا المليك الإنسان مؤازرته للعمل الثقافي في امدائه الواسعة، فخادم الحرمين الشريفين يؤمن ان الفكر والثقافة يقدمان للعالم رؤية نحو المستقبل وهذا ما تعبّر عنه انجازاته ذات البعد الثقافي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي اصبح معلماً من معالم المهرجانات الثقافية العربية وإيمانه انه لا سبيل للإنسانية يفوق سبيل الحوار فكان مشروعه العظيم للحوار الوطني بين اطياف المجتمع السعودي ودعوته الى حوار عالمي بين اتباع الديانات السماوية والحضارات الذي لاقى قبولاً ضخماً من الساسة والمفكرين والمثقفين والأدباء في العالم اجمع ثم يأتي إيمانه بأن المعرفة قوة، فكانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هبته للعلماء والمخترعين فهنيئاً للوطن بهذا الملك الباني العظيم. كما نقل الدكتور خوجة تحيات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي عاد الى ارض الوطن سالماً غانماً كما نقل تحيات النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأمنيتهما للمؤتمر بالنجاح والتوفيق . وعبر وزير الثقافة الدكتور خوجة عن سعادته بهذا المؤتمر قائلاً: لا أعظم ولا اسمى من أن يحتشد هذا الجمع الطيب من الأدباء والأديبات من اجل الحوار في قضايا الأدب بأجناسه المختلفة واضاف: فالأدب قيمة إنسانية عليا لما يشيعه من أفكار ترنو ، حتى لو اختصمت يميناً او يساراً ، الى إشاعة قيم الخير والحق والجمال.. فالأدب – والفكر الإنساني عامة –انما يستمد قوته ونماءه وسطوته على الأذواق من التصاقه بالذات الإنسانية في كل شؤونها وشجونها معتبراً ان الأدب وإن كان ارقى الفنون هو الضمير الحي للأمم والبوصلة التي يقرأ بها قوة امة او ضعفها، عادّاً اياه ضربا من ضروب المروءات وصفة من صفات الكمال الإنساني . ونفى الوزير خوجة ان يكون هذا العصر الذي نعيش فيه ويتيه بجديد العلم وطريفه ويزخر بالعلم والاختراع قلل من شأن الأدب والفن، مشيراً الى ان هذا لم يحدث في التاريخ كله، مهنئاً في الوقت ذاته الأدباء والفلاسفة والمفكرين والفنانين الذين انتخبتهم أممهم وبلدانهم ليكونوا ضميرها الحي، وتراثها الذي تزهو به. منوهاً ببلادنا الحبيبة التي عدها ارضاً مباركة تحت سمائها صدع خاتم الأنبياء بالوحي المنزل وفي رباها وتلاعها وظلال جبالها ومنعرج وديانها نشأ الحرف العربي وولد الشعر وحبا ونما ونشأ يافعا فإذا الأدب العربي يستمد مصدر نمائه وسيرورته من هذه الأمكنة التي تحولت الى رموز شعرية ملؤها الحنين والشوق . كما استعرض وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز خوجة ولادة مؤتمر الأدباء السعوديين حين عقدت دورته الأولى في مكةالمكرمة قبل ستة وثلاثين عاماً وبالتحديد في عام 1394 ه واشار الى كيفية تأسيس أدباء الرعيل الأول ومن تلاهم من رواد الفكر في بلادنا اهم مؤتمر أدبي شهدته البلاد في تاريخها مشيداً بالجهود التي قدموها وما كابدوا من صعاب وهم يضعون تصوراً لثقافة تحتفي بالإنسان وتحترمه وانتهز الدكتور خوجة الفرصة لإزجاء الشكر للدكتور محمد عبده يماني الذي حقق بفكره الثاقب ورؤيته المستنيرة للمؤتمر في دورته الأولى التي رعتها جامعة الملك عبدالعزيز. ثم عرج بالحديث عن المؤتمر الثاني الذي عقد في رحاب مكةالمكرمة عام 1419ه والذي اعتبر انه حقق مفهوم التواصل بين ادباء هذه البلاد ومثقفيها وقدم الدكتور خوجة الشكر لمدير جامعة ام القرى التي عقد المؤتمر في رحابها الدكتور سهيل بن حسين قاضي وختم الدكتور خوجة كلمته بنثر بعض تأملاته على الساحة الأدبية التي كان يرصدها بشكل محايد قرابة خمس وعشرين سنة اعتبرها مليئة بالتحولات بل تحولاً جذرياً في حياتنا الثقافية منها اتساع دائرة الأدب والكتابة في مختلف مناطق المملكة وصعود نجم المرأة الكاتبة بقوة لم تكن معهودة من قبل وبلورة الخطاب النقدي باستلهام المناهج النقدية الجديدة في النقد العالمي وولادة قصيدة النثر حتى باتت حاضرة في الذائقة الشعرية الشابة لدينا واشتعال الخصومة الأدبية بين دعاة التجديد ودعاة الأصالة ثم الانفجار الروائي الذي فاجأ الجميع بروايات سعودية مختلفة تتحلى بالمثابرة واصبحت اكثر مقروئية في الأوساط الأدبية العربية ونشوء ما يمكن تسميته بالأدب الإلكتروني مشيراً الى الأدوات الجديدة في الكتابة التي حدثت بسبب الشبكة العنكبوتية. جانب من زوار معرض الكتاب المرافق للمؤتمر وكان المؤتمر قد بدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ألقى بعدها الدكتور عبدالعزيز السبيل كلمة اللجنة التنظيمية اعلن فيها بأن المؤتمر سيكون منتظماً في انعقاده بدءاً من هذه الدورة حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة ان يتم عقد المؤتمر كل عامين في مدن مختلفة من مناطق المملكة وان تتولى وزارة الثقافة والإعلام عقد جميع دوراته. وقال الدكتور السبيل انه نظراً لتأخر انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثالثة فقد رأت اللجان المنظمة أن يكون الموضوع ذا أفق اوسع من حيث الزمن والفنون والاتجاهات ولذا اصبح عنوان المؤتمر "الأدب السعودي : قضايا واتجاهات" وتساءل الدكتور السبيل هل المؤتمر للأدب السعودي ام للأدباء مجيباً ان هذا السؤال تم طرحه وتبلورت الإجابة باتجاه ان يكون للأدب السعودي باعتبار ما ينتجونه من النقد والإبداع وهو منتج يملك الجميع حق المشاركة فيه .. وختم الدكتور السبيل كلمته بشكر الباحثين والباحثات الذين قدموا بحوثهم ورؤاهم مشيراً الى انه تم إجازة خمسين بحثاً منها احد عشر بحثاً كانت للمرأة كما نوه بنجاح المؤتمر في إصدار سبعة كتب حول الأدب السعودي خمسة منها لخمس باحثات يمثلن جامعات مختلفة ويصاحب هذا المؤتمر معرض كتاب للأندية الأدبية ولجهات حكومية ودور نشر تركز بشكل اساس على الأدب السعودي إبداعا ونقداً. بعده ألقى الدكتور صالح بن سعيد الزهراني قصيدة بعنوان شغب لذيذ. اما كلمة المشاركين فقد القتها نيابة عنهم الدكتورة خيرية ابراهيم السقاف قالت فيها: لم يسقط في يدي أمر حين دعيت لهذا الموقف الا ان اكون صوتاً لجميع المعنيين بهذا المؤتمر من الأدباء المبدعين والباحثين والمفكرين وناشئتهم الطامحة ومتلقيهم الآملين وهم من مشارب شتى. واضافت قائلة: توجهات عدة وقناعات تتفاوت ورؤى تتناظر وقلوب على ان اجعلها هنا قلباً واحداً واكون صوتها المعبر ورأيها الناطق وكلمتها الشفيفة ومضت قائلة:أضع بينكم مجمل ما يستشرفه الجمع ما فرّ لم تلحق به مركبة الماضين بقيادة المؤسسة الثقافية او احتوي لكنه ظل خديجاً في مهد فضائه لم تنمُ اجنحته وجيء به اليوم بينكم وقد تحزم بالطموح الذي تتولى ازرته وزارة الاعلام ويقيم خاصرته القادة في هذه الحقبة من فورة التغيير وركضة التعبير وفرصة المثول وإتاحات الظهور. وفي ختام المؤتمر تم تكريم عدد من الرواد الذين خدموا الساحة الثقافية والأدبية في المملكة وهم الدكتور ابراهيم الفوزان والدكتور حسن بن فهد الهويمل والأستاذ عبدالعلي بن يوسف السيف والشيخ عبدالله بن ادريس والدكتور عبدالله محمد ابو داهش والدكتور عبدالله بن محمد الغذامي والدكتور محمد بن سعد بن حسين والدكتور محمد بن عبدالله الشارخ وأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري والدكتور منصور الحازمي والدكتور حسن محمد باجودة والدكتور محمد عبده يماني والدكتور سهيل قاضي كما تم تكريم رؤساء الأندية الأدبية السابقين. د.إبراهيم العواجي ود.راشد الراجح مع وزير الثقافة والإعلام ود.محمد عبده يماني وزير الثقافة والإعلام متحدثاً في افتتاح المؤتمر تكريم الدكتور محمد بن حسين تكريم الدكتور محمد عبده يماني تكريم الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين تكريم الدكتور منصور الحازمي إحدى زائرات المعرض