استقبلت الأوساط الاقتصادية ورجال التجارة والمستوردون بالطائف قرار بدء المرحلة الرابعة لتخفيض الرسوم الجمركية على بعض السلع في المملكة، والتي أعلنت عنها الجمارك السعودية مؤخرا بارتياح وتفاؤل شديدين، كما استقبل المواطنون (المستهلكون) ذلك بالترحيب أيضا، معتبرينه خطوة جديدة على طريق تطبيق برنامج تحرير التجارة مع العالم الخارجي وإطلاق قوى السوق الداخلي دون قيود، ذلك بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، الأمر الذي سيكون له انعكاساته في إحداث التنمية والتصنيع الذي تتطلع إليه البلدان النامية. وقال رجل الأعمال وعضو الغرفة التجارية الصناعية بالطائف أحمد بن ناصر العبيكان إنه لكل بلد الحرية في تحديد حد أقصى متفق عليه للتعرفة الجمركية، متفق عليه مع منظمة التجارة، لكن ما هو ملزم هو التخلي عن أشكال الحماية الكمية، من خلال قوائم محظورة من بعض السلع لا يجري استيرادها إلا بتراخيص، وفي حدود حصص كمية معينة. وأشار إلى أن إعلان مصلحة الجمارك بدء المرحلة الرابعة من تخفيض الرسوم الجمركية على بعض السلع في السعودية، والتي شملت 20 سلعة منها 7 سلع تشمل العطور، ومبيدات الحشرات، ومحضرات مضادة للأكسدة، ومنتجات ايبوكسيديد،، حيث إنها ستخفض رسومها من فئة 8 في المائة إلى فئة 7.6 في المائة، وعدد 13 سلعة من منتجات البلاستيك ستنخفض رسومها من فئة 11.9 في المائة إلى فئة 9.2 في المائة، وجميعها ضمن قطاع المواد الكيماوية التي يصل تخفيضها نهاية عام 2010، أي بعد خمس سنوات من الانضمام إلى فئة 5 . 6 في المئة ، وهو قرار سيكون له فوائده على المستهلك، حيث سيسهم في حفز النشاط التجاري، وسيؤدي خفض التكلفة إلى زيادة الأرباح، أو حتى قد تؤدي أيضا إلى خفض سعر المنتج النهائي، لما فيه صالح المستهلك أيضا. وأضاف أن القرار يهدف إلى تخفيض أسعار السلع، كما أنه سيقضي الأساليب الاحتكارية التي كانت تمارس في هذه السلع، مؤكدا أنه مع انخفاض التعرفة الجمركية ستهبط تكلفة المنتج الصناعي، وترتفع قدرته على النفاذ للأسواق، بعد أن ينخفض سعر السلعة. وقال محمد العيسى (رجل أعمال ومستورد) إن أسعار هذه السلع ستنخفض، وستؤدي تلك التخفيضات الجديدة إلى زيادة ثقة المستثمرين، وهو أمر من شأنه رفع معدلات نمو الناتج المحلي أيضا، والتأثير على مستويات الأسعار بالنسبة للمنتج المحلي، فضلا على أن الميزة النسبية للسلع السعودية المصنعة بقصد التصدير ستعزز؛ لأن التكلفة ستنخفض مما ينعكس على التسعيرة، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض قد لا يظهر قريبا لكنه سيظهر ولو على المدى البعيد. وتابع القول: إن السعودية انضمت لمنظمة التجارة العالمية بتاريخ 11 ديسمبر 2005م، ومنها انطلقت المرحلة الأولى وشملت إعفاء وتخفيض الرسوم الجمركية لعدد 470 سلعة وبدأت الجمارك السعودية بتطبيق المرحلة الثانية من تخفيض الرسوم الجمركية بعد مضي سنتين من الانضمام وخلالها خفضت الرسوم الجمركية لعدد 22 سلعة، كما أن المرحلة الثالثة التي بدأت الجمارك السعودية تطبيقها بعد ثلاث سنوات من الانضمام شملت 87 سلعة. وأشار إلى أنه مع بدء تطبيق المرحلة الرابعة تكون الجمارك السعودية قد أتمت تخفيض الرسوم الجمركية أو الإعفاء منها لعدد 692 سلعة. ومن المؤكد أن التخفيضات الأخيرة في التعريفة الجمركية ستترك أثرا جيدا على المستهلك خاصة السلع العشرين التي أعلن عنها كالعطورات والمبيدات الحشرية، والمواد البلاستيكية، وغيرها، لافتا إلى أن المملكة تعتمد على استيراد العديد من السلع، ويأتي منها العطورات والمبيدات الحشرية وبعض المواد البلاستيكية، وتأتي هذه التخفيضات على التعرفة الجمركية لهذه السلع الاستهلاكية ليستفد من ذلك في النهاية المواطن المستهلك.