المَسْنونُ في دعاء الاستغاثة أن يقول الخطيب ، ضمن دعواته بالغيث : اللهم اجعله على الضراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر . وإذا نزل الغيث وزادت المياه وخيف من كثرة المطر سمعنا أدعية مثل : : اللهم حوالينا ولا علينا . أشك ، بل أُراهن أن أهل الطمع من العقاريين وأصحاب الأراضى أو وكلاؤهم يقولون : آمين ، عند دعاء الإمام بهذا الدعاء ، لأن كل أو بعض قطعهم الكبيرة في بطون أودية ومنابت الشجر وسيفضح الغيث طمعهم وطمع المخططين في الدوائر الحضرية . وعهدنا برجال كل قرية ومدينة سعودية ، وأخص كبار السن الذين ارتبطت معارفهم وثقافتهم الطبوغرافية بالسيول ومجاريها . هؤلاء لهم مدونات وأشعار تحدد و" بالملّي " مسار وتفرعات سير الشعيب و( التلاع ) – وأظن الأخيرة تحريف لل " ترعة " بلهجة أهل مصر . قال شاعر : على تلعة الوادي وسيله تحّدرا . وحدد الشاعر ابن دويرج ( رحمه الله ) طلبه من ربه أن يغيث عنيزة فقال : من " البربك " إلى " رامه " وغربيّه ، صفا بحدور . على "وادي الرمه لين ان سيله يركب الجالِ ( ى ) . وقال الشاعر عبدالعزيز البراهيم السُليم رحمه الله : - يا حلو برق ينوض العشا أقبل من المنشى علينا يهوش . هلّت ثعوله فوق وادي الرشا ما حدّر الوادي ل" حزوى" ينوش . نعم . لاحظوا أن ابن دويرج – وهو شاعر – لم يجهل سير الماء على الأرض وكذا عبدالعزيز السليم يدريان ، وبالتفاصيل ، إلى أين يتجه الماء كي يعم نفعه . والمفردات " البربك " ورامه " مواضع معروفة . وكذا وادي الرمه ( والشعراء لا يُشددون الميم كما تفعل الفصحى ) . أما زمننا – مع الأسف – فيركض طمع الاستحواذ على أي شيء في المدن (وادي .. مجرى سيل .. شاطئ) ثم يعرضونه على مقرري البنية الأساسية لبناء جسر أو نفق أو حتى مستشفى . أقترح توظيف " شعراء " فى المجالس البلدية ليعلّموا البلديات وأمانات المدن ب "درب السيل" ... !! .