كثيراً ما تعودنا على جلد الذات ، واستنقاص النابغين والمبدعين في مجتمعنا ، لا أعلم ! قد تكون ثقافة باتت راسخة في دواخلنا ، ولكن ما يلفت الانتباه هو هذه الهجمة على شركاتنا الوطنية ، وتمجيد أخرى قادمة من الخارج ولا أعلم هل هي عقدة النقص أم أمر دبر في ليل .شركات وطنية متخصصة في الأغذية أو الأدوية أو الاتصالات أو الصناعة ، نجد من ينتقدها ليل نهار ، ولا يتحدث عن منافساتها إلا بخير كدعاية مجانية بقصد أو بغير قصد .ولعلي أضرب مثالا هنا بالهجمة الجائرة على شركة الاتصالات السعودية ، لا دفاعاً عنها ولكن تبياناً لبعض الحقائق التي تغفل أحياناً تجاه شركاتنا الوطنية .شركة مولت بناء وتجهيز 22 مركزاً صحياً بقيمة 100 مليون ريال ودعمت الكثير من الجمعيات الخيرية وجمعية الأطفال المعوقين ورعاية أسر السجناء وذوي الاحتياجات الخاصة ، فأين مثيلاتها ولو بتأثيث مركز صحي واحد ؟ شركة عملت على تأهيل 23 ألف شاب وشابة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني فأين الآخرون الذين لم تتجاوز نسبة توظيف السعوديين لديهم مجتمعين نصف العدد الموجود في هذه الشركة ، ورغم ذلك فهي تفوقهم في معدلات الرواتب والبدلات والمميزات لهؤلاء الموظفين .ومما يثير الحنق أن تجد من ينتقد هذه الشركة الوطنية في خدمة لا توجد عند نظيراتها وهي خدمة الهاتف الثابت، فكيف تقارن هذه الخدمة بمن لا يملكها أصلاً " وفاقد الشيء لا يعطيه".أقول شركة وطنية عابرة للحدود إلى الكويت والبحرين والهند واندونيسيا وماليزيا وتركيا وجنوب إفريقيا ، تحمل اسم السعودية بإدارة سعودية بالكامل أظنها أجدر بالاعتزاز من شركات وافدة همها الكسب المادي وهذا لا يضيرها ولكن بمساهمة ولو قليلة تجاه هذا الجمهور الذي تستقصده ولو بمدرسة صغيرة أو مركز صحي .آن لنا أن نعتز بشركاتنا الوطنية التي تعد رافداً لدخلنا القومي وأن لا ننجرف وراء الدعايات والإشاعات التي يقودها من يقودها ووراء الأكمة ما وراءها . والله من وراء القصد . . * إعلامي