كشف مسؤولون في قطاع تقنية المعلومات ومتخصصون في الموارد البشرية، عن وجود وفرة في الطلب من قِبل الشركات المتخصصة في تقنية المعلومات على توظيف الشباب السعودي، لكنهم أكدوا أن أغلب المناصب الاستشارية أو العليا في هذا القطاع لا تزال مشغولة بكوادر غير سعودية. ولم يكشف هؤلاء عن أي نسب للسعودة في قطاع تقنية المعلومات، غير أنهم وصفوا ما تحقق حتى الآن بالخطوة المتقدمة، في ظل النقص الذي يعانيه سوق العمل من الشباب السعودي المؤهل لشغل مناصب قيادية في هذا القطاع. وشددوا على ضرورة رسم خطة إستراتيجية مستقبلية يتم من خلالها مضاعفة أعداد المقاعد وتطوير متطلبات القبول اللازمة، وذلك في ظل ارتفاع معدلات البطالة وانحسار أعداد القبول في كليات التقنية والحاسب الآلي. وخلال السنوات الأخيرة أدرجت بعض شركات القطاع الخاص المتخصصة في تقنية المعلومات ضمن خططها الإستراتيجية برامج تأهيل وتطوير وتدريب للكوادر البشرية الوطنية في خطوة تهدف إلى رفع نسبة توطين الوظائف بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل. وهنا، قال محمد العريفي مدير الشؤون المالية والإدارية في شركة العِلم، أن بعض شركات القطاع الخاص تعمل بجهد كبير على دعم برامج السعودة والتوظيف من خلال استقطاب القدرات الشابة من المتدربين والخريجين لتأهيلهم وتدريبهم ومن ثم توظيفهم لحمل المسؤولية والإسهام بفاعلية في عملية المنشأة المنتمين إليها. وأكد العريفي، أن قطاع تقنية المعلومات يعمل بشكل كبير على التواصل مع الخريجين والباحثين عن فرص وظيفية من أصحاب المهارات العالية، موضحا أن يوم الخريج والوظيفة يعدّ من أفضل الفرص التي يتم من خلالها عرض خبرات الخريجين ومهاراتهم العلمية ومناقشة الفرص الوظيفية وفرص التدريب المتاحة للشركات الداعمة لعملية توطين صناعة تقنية المعلومات. وأوضح العريفي، أن شركة العلم تسعى لأن تكون أساساً متينا لمشروع توطين صناعة تقنية المعلومات، من خلال إعداد كوادر وطنية بخبرات عالمية عبر برامجها التقنية التي تعد أحد معايير الأداء الأساسية لدى الشركة وأحد أهدافها الإستراتيجية. وأضاف: "أطلقت شركة "العِلم" مؤخرا مبادرة تقنية تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة بالشراكة مع الجامعات السعودية، تهدف إلى رعاية الموهوبين من طلاب المستويات الأخيرة في كليات الحاسب التقنية في المملكة، وتطوير مواهبهم ودعمها حيث تجعل مشاريع تخرج طلاب كليات الحاسب والتقنية تتركز على قضايا ومشكلات التعاملات الالكترونية. وتوقع العريفي، أن تساهم هذه المبادرة التي تحمل اسم برنامج "حُلُم"، في إحداث تغيير جذري في قطاع الأعمال الالكترونية لسد احتياجات سوق العمل من الخريجين السعوديين المؤهلين في هذا القطاع الذي يتوقع أن يوفر آلاف الفرص الوظيفية خلال السنوات المقبلة. واعتبر أن توطين الوظائف يعد من الأولويات القصوى في إستراتيجية الشركة الرامية إلى رفع نسبة السعودة، حيث ارتفعت إلى أكثر من 70 % مع نهاية عام 2008، إذ بلغ عدد السعوديين العاملين في الشركة أكثر من 135 موظف. من جانبه، أكد سلطان العماش العضو المنتدب والمدير العام لشركة انترسيرش السعودية والمتخصص في الموارد البشرية، وجود كوادر سعودية يسعد بوجودها قطاع تقنية المعلومات، مشددا على أن هذه الكوادر مؤهلة تأهيلا عاليا للعمل بهذا القطاع.