س: "بصراحة... محلياً... هل يوجد الناقد الذي يستطيع إضاءة النص بالقدر الذي يحرضنا على التطلع إلى نقد إبداعي قادم؟". ج: بشكل عام وليس محلياً فقط هناك أزمة نقد.. انهم يتحدثون عن أزمة الإبداع ولكنني أرى أن أزمة النقد هي الأزمة الأكثر مدعاة للعجب من تواجدها بين ظهراني الحياة الأدبية.. أقصد أن النقاد هذه الأيام من المدعين، بل هم أكثر من "الهم على القلب" قلبي أنا أعني! وأنهم ينتجون من الكتابات النقدية ما يهدد غابات العالم كلها بالقطع لتوفير ما يحتاجونه من ورق للكتابة عليه!!. وعلى الرغم من ذلك فهم كما أرى لها يقدمون شيئاً ذا أثر خطير وفاعل على مسيرة الإبداع بشكل خاص والأدب بشكل عام، وإذا ما قارنا نقاد الثمانينيات والتسعينيات بنقاد الخمسينيات والستينيات مثلاً نكتشف أن الكفة ترجح لصالح السابقين الذين قدموا لنا على الأقل مقولات نقدية مازالت فاعلة ومؤثرة بالإضافة إلى ما قدموه من دراسات غالباً ما كانت تطبيقية تستفيد من وتفيد الإبداع المنتج بشكل متواز زمنياً معها. أما نقاد هذه الأيام فإنه يكتبون عن النقد ومدارسه ونظرياته أكثر مما يكتبون نقدياً عن "الإبداع" وهذا كما أرى شيء عجيب. وبالنسبة للساحة المحلية فرغم وجود عدد لا بأس به من الأكاديميين المتخصصين في دراسة الأدب إلا أننا نجدهم ينكفئون على تدريس النقد بين الفصول الدراسية بدلاً من ممارسته فعلاً فعلياً، وهم ان اضطروا إلى تقديم نماذج تطبيقية لجؤوا إلى عصور أدبية سابقة على عصرهم، القليل منهم من يجرؤ على الاقتراب من أسوار الكلام الجديد!! (...) ولذا أستطيع أن أقول بإيجاز إن الشعر الكويتي بلا نقاد.. ما عدا الكتابات الانطباعية السريعة، وهي ليست كل شيء، مجرد عملية إيصال لا أكثر ولا أقل!. انتهى السؤال والاجابة القديمان جدا ، لكن رنين الجرس مازال متواصلا في جنبات تلك الساحة التي يصفونها بالمحلية ، وكأنهم يقررون مقولة نقدية غير منظورة في كتاباتهم النقدية.. إن وجدت!.